Welcome in the demo
Another demo

صدر حديثا

صدر حديثًا عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب لذة السيناريو للدكتورة بان جبار وستجدونه في معرض بغداد الدولي للكتاب في…
من مجلة " المورد " المجلة التراثية الفصلية المُحَكمة التي تعنى بنشر البحوث المُهتمة بالتراث العربي : بحثاً وتحقيقاً وترجمةً…
يتساءل باحثون ومواطنون عاديون أيضاً لماذا نجحت تجربة استثمار النفط في إمارات الخليج وفي دول مثل الدنمارك ولم تنجح في…
هناك من يرى أن العروض العربي علم جامد وصل إلى مرحلة التحجر ، وأنه غير قابل للتحاور والإستنطاق ، وأنه…
زهرة زرقاء شمس الذهب تجربة عبد الخالق الركابي الروائية قراءات نقدية مختارة تحرير وتقديم حسن مجَّاد طالب كريم تنطوي تجربة الركابي الروائية…

أعلان

اختتمت صباح اليوم المصادف ٢٠٢٤/٧/٤ وعلى قاعة غائب طعمه فرمان في دار الشوون الثقافية العامة الدوره التدريبية الأساسية الاولى في تحقيق النصوص التراثية الخطية ، التي أقامتها دار الشؤون الثقافية بالتعاون مع دائرة المخطوطات العراقية للفترة من ٢٠٢٤/٦/٢٣ ولغاية ٢٠٢٤/٧/٤

على هامش إقامة الدوره التدريبية الأساسية الاولى في تحقيق النصوص التراثية الخطية...مستشار السيد رئيس الوزراء الدكتور عارف الساعدي..مستعدون لتبني جميع الأفكار التي من شأنها الحفاظ على المخطوطات التراثية...

رؤساء التحرير

1 2 34 5 Screenshot 2024 06 03 211917 copy

المقالات

دراسات وبحوث

حوارات ومذكرات

شيرين النوساني

  • إنها تختلف عنّا جوفريدو باريزي

     

    إنها تختلف عنّا
    جوفريدو باريزي
    ترجمة
    شيرين النوساني
    منذ فترة، نشأ بيني وبين زوجتي، خلاف عميق حول مسألة اعتبرتها أنا مسألة تافهة واعتبرتها هي مسألة جوهرية. ولكنى أدركت الآن أن وصف مثل هذه المسألة بأنها تافهة ليس وصفاً صحيحاً، إن حكمي عليها من قبل كان سطحياً وتبسيطاً ساذجاً. فبعد أن تشابكت خيوط المناقشة وتعقّدت وجعلت المشكلة أكثر قتامة، أصبحت أنا الآخر أنظر إليها على أنها مسألة جوهرية، ولكن من منظور آخر يختلف تماماً عن منظور زوجتي.
    المسألة نشأت من مناقشة تافهة حول أزمة الخدم، وهي، على ما يبدو، أزمة مستعصية الحل، وتنحصر فيما إذا كانت الخادمة أو الخدم عموماً أشخاصاً مثلنا، أي من نفس العجينة التي خلقنا منها نحن الأسياد، أم أنهم من عجينة أخرى. وإذا أردنا المزيد من الوضوح هل هم من نفس جنسنا ونوعنا، أم أنهم من جنس ونوع مختلفين؟ إن مجرد استخدامي لهذه الألفاظ يثير في نفسي القرف ويثير أيضاً نوعا من الخجل، ولكني، على أية حال، مضطر لاستخدامها لأواجه المشكلة كما تفجرت بكامل حقيقتها، فلا زالت المشكلة قائمة والخلاف موجود، بل ويزداد عمقاً بيني وبين زوجتي، ويجب أن أخرجه إلى النور بشكل أو بآخر، وأن أدرسه وأحكم عليه بالعقل ثم أجد له حلاً. وهذه العملية تستنفذ من وقتي الكثير، فأنا لا أشعر بالراحة في البيت كما يجب، وأشعر أيضا بأن حياتنا الزوجية مشطورة إلى نصفين، بل إن هذه الحياة تبدو لي مصدراً للعذاب والتعنُّت وتتخللها لحظات كريهة.
    حتى في المكتب لا أشعر بالهدوء كذلك، فالمسألة تسمّم علاقاتي بزملائي وتنخُر في التناغم الغريزي الذي يحكم علاقتي بالآخرين. ومن ثم هناك شيء غير طبيعي. وهذا الشيء غير الطبيعي يعود إلى تلك المسألة المرتبطة بزوجتي التي أضطر دائماً إلى الانتهاء إليها. ربما كان هذا مردّه أعراض الشيخوخة وإن المسألة لا تنطوي على أية أهمية موضوعية ولا تتعدى مجرد ذريعة وإنه أول عارض من أعراض التفكك الداخلي لضمير الأسياد في نفسي. لا أعرف... لا أعرف. خلاصة القول إنه استقر في داخلي منتصراً مظفراً وبقي فيها.
    وقعت المناقشات، بل المناقشة الأولى بيني وبين زوجتي حول الخادمة في مساء أحد الأيام. يومها لاحظت أن أبنائي، وهم ذكور بين العاشرة والسادسة عشرة، يلقون بأحذيتهم بطريقة عشوائية داخل حجيرة الخادمة قبل أن يذهبوا إلى الفراش، والحجرة في الواقع ليست حجرة بمعنى الكلمة فهي حجيرة بها شباك كالثقب يطل على بئر منور ينتهي بفناء داخلي صغير يعوزه الهواء. لم أشعر من الحركة التي قام بها أبنائي بالإهانة الموجهة للفتاة بقدر ما شعرت بأنها تعبير عن تجاهل جماعي كأنهم يقولون: "نحن نرمى أحذيتنا هناك فعلى أي حال لا أحد يوجد هناك".
    وبختهم بشدة وحاولت أن أجبرهم عبثاً أن يلموا أحذيتهم ويضعوها في مكان أخر. وطالبتهم بمراعاة الاحترام ودواعي الصحة. ولكنهم لم يمتثلوا لي لأول مرة في حياتهم، بل وطلبوا العون من أمهم. فأشارت إلىّ إشارة حازمة لتدعوني بها إلى التوجه إلى غرفة نومنا.
    أظهرت زوجتي نحوي عاصفة باردة من الاحتقار من العبارات الأولى: "ألا تخجل...أمام الأولاد؟" ثم انتقلت للهجوم عليّ بشكل لم أشعر أنه هجوم لفظي وإنما هجوم نابع من أعماقها ومن داخل كيانها. وبدأ بيننا ما يمكن أن نطلق عليه، من دون كثير من التحفظ، بغضاً عنصرياً نحوي من قبل زوجتي ونحوها من قبلي.
    قالت: لم يكن ينبغي أبداً أن تقول ما قلت أمام الشغّالة. الآن يتعين طردها. فما دمنا قد فقدنا هيبتنا أمامها بسببك أنت رب البيت، فلن تتوانى عن استغلال هذا الموقف دائماً سواء إذا تلفظت بالكلمات أو لزمت الصمت أو، والأسوأ من هذا، إذا لجأت إلى تجاهلنا. سوف تحتقر أبناءنا وستحتقرني وستحتقرك أنت رب البيت قبل الجميع لأنك نزلت بنفسك إلى مستواها. أنت لا تعرف ماذا فعلت. أنت قمت بحركة احتجاج وتمرد كان يمكن أن تقوم بها هي وبالطبع كانت ستدفع الثمن ولكنها لم تفعل خشية الطرد. أما الآن فيمكنها أن تحتج وأن تتمرد كما يروق لها، فأنت، رب البيت، كنت أول من احتج نيابة عنها وكأنك وضعت نفسك مكانها، الآن لن تكتفى بالاحتجاج والتمرد علينا كما تشاء، وإنما ستتعالى أيضا على أبنائنا لأنك عندما وبختهم وضعتهم في مستوى أدنى من مستواها. أريد أن أقول إنك فعلت فعلة خطيرة... خطيرة للغاية... ولا يمكن إصلاحها. غدا سأطرد البنت. وسيكون من نصيبي، كما تعلم، "دوخة" العثور على شغالة غيرها. وعلى أية حال هذا موضوع يمكن أن أحلّه، ولكن ما لا يمكن حلّه هو أنك ظهرت أمامي وأمام أبنائي لأول مرة رجلاً من جنس الخدم.
    كان الحديث طويلاً، طويلاً جداً وقاسيًا جداً بالنسبة لامرأة مثل زوجتي، طبيعتها الإيجاز والمرح. فأجبتها بهدوء وأيضا بدهشة والكلمات تكاد تخرج من شفتي من تلقاء نفسها، فلا أذكر أنى فكرت فيها من قبل ساعتها "انظري... إن ما نطقت به يمكن أن نسميه باطمئنان كلام سفيهة حقيقية وانتبهي إليَّ جيداً... أنا لا أقول هذا لأنك أهنتني، ولكن للإهانات التي وجهتها للفتاة المسكينة المجبرة على النوم في حجرة بائسة وسط ملابس الغسيل وأربعة أحذية من دون أن ألحظ هذا إلا مساء اليوم. فإهانتك لها ليست إهانة الأسياد للخدم، وهو شيء لا أهمية له، وإنما هي إهانة عنصرية. وبمعنى آخر كلامك بالطريقة التي تفوهت بها يعنى أنك تعتبرين الفتاة غير أهل للاحتجاج والتمرد، ليس من أجل العمل وانضباطه وإنما من أجل مسألة اختلاف العنصر، هذا على الأقل ما فهمت من كلامك وهو ما يقشعر له بدنى".
    وفى الوقت نفسه كنت أفكر: "كيف حدث أن فاتني بعد سنوات طويلة من الزواج أن أنتبه لهذا الجانب في شخصية زوجتي؟ صحيح إننا لا نعرف الآخرين جيداً مهما طال الزمن لأن الواقع أو ظاهر الواقع له ألف شكل ووجه ولون، وأن الواقع أيضاً بمجمله متغير على الدوام، ولكن أيمكن بعد ثمانية عشر عاماً من الزواج ألا يفلت منها أبداً شيء مما أجده الآن شديد الإيلام؟ هل كان تفكيرها هكذا دائماً أم أنها تغيرت بمرور السنين لأسباب يمكن أن نعتبرها موضوعية نتيجة خبرتها مع الخدم؟ وهل يعقل أنها وهي المرأة الذكية الأمينة البسيطة المهذبة ألا تعي في أي درك من الانحدار وانعدام الحساسية والقسوة والسوقية والعنف قد انزلقت بحديثها هذا؟
    لم أستطع أن أسيطر على نفسي وواجهتها بكل هذه الخواطر والشكوك. أما هي فلم تكن تراودها خواطر أو شكوك، بل أجابتني بحزم وبنبرة باردة أقسى من سابقتها:
    - ماذا تقول؟ أنا كما أنا وكما كنت دائماً...أمينة وحساسة ومهذبة إن لم أكن ذكية. لقد كان هذا رأيي دائماً في الخدم أو على كل حال في علاقة السادة بالمستخدمين عموماً.
    فقاطعتها: هكذا...كيف؟ أنت لا تثيرين مسألة مستويات وتحديد سلطات فهذا يمكن أن أفهمه وأن أعتبره ضرورياً أيضاً وإنما تثيرين مسألة تفرقة عنصرية. فما معنى أنها من جنس ونحن أصحاب البيت من جنس آخر.
    كانت تنظر إليّ بهدوء بعينيها الزرقاوين كأنها تبتسم. فنظرت إليها أنا الآخر. وكانت لا تزال امرأة جميلة، فعيناها الفاتحتان تنفرجان في عمق كأن بهما مغناطيساً وسط وجهها نافر العظام القوى نحاسي اللون بفعل الشمس، وبعض خصلات شعرها التي ابيّضت قبل الأوان تختلط بباقي خصلات شعرها المتماسك القوى حالك السواد. وعندما تبتسم تكشف عن أسنانها المنضودة في اتساق تام وهي أيضا قوية وثابتة في منابتها بعمق وإن زال عنها البياض الناصع واكتست بلون باهت الاصفرار من أثر التدخين، فتبدو كأنها أسنان اصطناعية. وكانت ابتسامتها متوترة مفتعلة وغير تلقائية، تنطوي على شيء من جمود الموت، جمود عميق وجوهري يجسد بجوار جمود صدرها المنتصب الملفوف داخل قميص النوم الأبيض صورة تشكيلة ثلجية بالغة الدقة تنطق بحقيقة كل أفكارها ومبادئها المشؤومة.
    ثم قالت من دون أية حركة: " على كل حال ليس هناك فرق بين مسألة السلطة ومسألة الجنس. إنهما مسألة واحدة. وقد تسألني ما معنى هذا؟ ما معنى أنها تختلف عنا؟ وأجيبك على الفور بأن دمها وجلدها وشعرها وعينيها وملامحها وكل أعضاء جسدها تختلف عن أعضاء جسدي وأجساد أبنائي...كيف أصفه لك؟... كأننا إذا كنا نحن عصافير فهي سمكة".
    فسألتها لأتعلق بهاجس راودني نحوها وأخذ الآن بالتحلل والتفكك سريعا:
    - أهي بالذات التي تثير فيك هذا الأثر؟
    - كلا، هي أو غيرها ليس هناك عندي فرق.
    - ولكنك تعرفين جدياً إن هذا ليس صحيحاً وأنها امرأة من لحم ودم مثلك تقريباً...
    فرمقتني دون أن ترد علي، ثم تناولت بتراخٍ مجلة من على المائدة الصغيرة وبدأت بتصفحها وهي تحتفظ بابتسامتها الجامدة التي لا تتغير.
    - ردّى عليّ... أنت تعرفين إنها مثلنا...إنها مخلوقة مثلنا. لماذا لا تردين؟ إني أكلمك...
    ولكن حديثي ذهب أدراج الرياح...فقد ظلت تتصفح المجلة ثم انزلقت تحت الملاءة وبعد قليل استغرقت بالنوم.

معارض الدار

الدكتور نوفل ابو رغيف في جناح دار الشؤون الثقافية العامة

460187346 1780251839173880 3425205006717453812 n460405496 1780251849173879 3763960899314194921 n

460175640 1780173432515054 691340742146885280 n


زار السيد وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار لشؤون الكتاب والنشر الدكتور نوفل ابو رغيف جناح دار الشؤون الثقافية العامة لوزارة الثقافة والسياحة والاثار في معرض بغداد الدولي للكتاب واطلع السيد الوكيل على جميع إصدارات الدار وأبدى اعجابه على حسن التنظيم والإدارة وعدد العناوين الكبيرة المعروضة والرصينة من الكتب والمجلات الثقافية تمنيا للجميع والقائمين عليها دوام النجاح والابداع والعطاء

في ضيافة دار الشؤون الثقافية
  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار

 

social media 1    social media    youtube    pngtree white linkedin icon png png image 3562068

logo white