دولةُ الريّعِ ومجتمع الثكّنةِ للراحل الأستاذ الدكتور كريم محمّد حمزة

يتساءل باحثون ومواطنون عاديون أيضاً لماذا نجحت تجربة استثمار النفط في إمارات الخليج وفي دول مثل الدنمارك ولم تنجح في العراق . لاشك أن السؤال مشروع تماماً لكنه يتجاوز الاعتبارات التاريخية وموقع الدولة في النظام الاقليمي والعالمي كما يناسى الدور الأجنبي ونمط النخب الحاكمة لاسيما من حيث الأدوار التي تنسبها لنفسها والمصالح التي تمثلها . وعن سلسلة " دراسات إجتماعية " التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة وزارة الثقافة والسياحة والآثار
صدر حديثاً كتاب هدية عدد مجلة " لمحات " الصادرة عن الدار والمعنية بعلم الإجتماع كتاب " العراقُ دولةُ الريّعِ ومجتمع الثكّنةِ " للراحل الباحث الأستاذ الدكتور كريم محمّد حمزة ، قدم للكتاب الدكتور عدنان صبيح ثامر ومن مقدمته
" لم يكن ( إختيار العراق دولةُ الريّعِ ومجتمع الثكّنةِ) إلّا التزاماً بالمواضيع المحركة للسياسة والمجتمع ، وإنّ الدخول فيها ومعالجتها بحثياً يفسّر العلاقات الرابطة بين تلك المراحل وظروفها ، فإنّ أستاذ علم الإجتماع المرحوم الدكتور كريم محمّد حمزة في دراسته المنشورة في عام 2015 وقف على سبب جعله الرئيس في صعود دور الجيش ، أو إن الربط بين الإهتمام بالجيش بوصفه ضرورة وطنية دائماً ماتفرزها الحاجة التي أنتجتها صعود أسعار النفط وارتباطها لصعود الثّكنة العسكرية. وما استعادها إلّا لسببين نعتقد بأهميتها :
-- الأول : هو عرفانا لهذا العالم الإجتماعي الجليل الذي قدم للمكتبة العراقية والعربية الكثير من الاستشراقات البحثية.
-- والثاني : يتعلق بسياقات التحول الإجتماعي والسياسي في العراق ، المنتجة لرمزية العسكر ، حتى تحول من رمزية الدفاع المطلوب منها ، إلى رمزية متنافذة في كل الأنساق الإجتماعية الأخرى مساهمة في تحريك الثقافة العراقية نحوها لفترة طويلة من الزمن . "
يطرح المؤلف للدراسة مقاربة ثلاثية ( النفط ، الثكّنةِ ، التنمية ) ولم تكن بالضرورة متلازمة ، إلا أن فرضيتها تكمن في السرد التاريخي الذي يضمن السياقات التي على أساسها كان أرتفاع أسعار النفط وازدهاره متمماً لازدياد أعداد الجيش ووحداته ، ولم يكن مرافقاً للتوجه إلى التنمية.
يقع الكتاب ب ---- 144 --- صفحة من القطع المتوسط ...