دراسات وبحوث
شعر الشِّمْشَاطِيّ
شعر الشِّمْشَاطِيّ
أبي الحسن علي بن محمد بن المطهر العدويّ
(القرن الرابع الهجريّ)
جمع وتحقيق
عبد العزيز ابراهيم
تقديم في شخصيته:
1-اسمه: علي بن محمد العدَويّ الشمشاطي, من عَدي بن تغلب, عدي بن عمرو بن عثمان بن تغلب. كما نسبه النجاشيّ في رجاله(1) يكنى أبا الحسن. وقد وهم البغداديّ في (إيضاح المكنون)(2) فقال (أبو الحسين) مخالفاً كنيته التي ذكرها في بداية كتابه(3) ولا تعرف له ولداً إلا الفتح, ذكره الثعالبي في اليتيمة(4). فقال: ((هو بو الفتح الحسن بن علي بن محمد)).
2-موطنه ونسبته:
يُعرف علي بن محمد بالشمشاطي نسبة إلى مدينة شمشاط ضبط اسمها ياقوت في معجمه(5) بقوله: ((شِمشاط؛ بكسر أوله, وسكون ثانيه, وشين مثل الأولى وآخره طاء مهملة: مدينة بالروم (أرمينية) على شاطئ الفرات.)) وقد وهم البغداديّ في موقعها فقال: ((مدينة على شط الفرات قرب بغداد))(6) وزاد النديم في فهرسته(7) ياءً بعد الميم فقال (الشميشاطي) أو في نسخة مخطوط –كما ذكر المحقق- قال (السميساطي) بالسين(8) ويأخذ بروكلمان في تأريخه بهما(9) وهناك من يرجع أصله إلى الموصل في العراق في رواية ينقلها الأستاذ كوركيس عواد في دياراته فيقول: ((قال البحاثة حبيب زيات في جزء من تأريخ بغداد لابن النجار: أنَّه كان شاعراً يمدح الملوك, أصله من الموصل. سكن بغداد))(10).
3-ثقافته وأثر معاصريه فيه:
قال النجاشي في ترجمته: ((كان شيخنا بالجزيرة, وفاضل أهل زمانه وأديبهم))(11) وينقل عن سلامة بن دكا أبي الخير الموصلي الذي يذكره ((بالفضل والعلم))(12) مما دفع الحمدانيين في إمارتهم إلى توظيفه كي يُعلّم ((أبا تغلب بن ناصر الدولة وأخاه, ثم نادمهما))(13) من بعد ذلك. وقد عُرِف عنه جودة الحفظ وكثرة الرواية كما يؤكد لك النديم وإن حاول أن يطعن فيه بقوله: ((وفيه تزيد كذا كنت أعرفه قديماً. وقد قيل انه قد ترك كثيراً من أخلاقه عند علوِّ سنه))(14).
وقد ذكر الدكتور السيد محمد يوسف في مقدمة تحقيقه للكتاب الأنوار ومحاسن الأشعار, أكثر من عشرة أعلام ممن عاصرهم الشمشاطي, والذين مثلوا مرجعيته الثقافية والعلمية فقال: ((وقد توافرت في تضاعيف كتاب الأنوار, أدلة على صلاته العلمية والأدبية, وعلو كعبة في الأخذ والرواية عن أعلام عصره, فهو يروي عن: ابن دُريد (ت321ه), والصولي (ت335ه) والأخفش (ت315ه) ونفطويه (ت323ه), وثعلب (ت290ه)(15) وغيرهم مما يدل على سعته العلمية واللغوية والتي ظهرت في مؤلفاته من بعد, ومثالنا إلى ذلك على ثروته اللغوية ما جاء في معجم الأدباء قول ياقوت الحمويّ ((وَحدّث الشمشاطي في كتابه, كتاب النزة والابتهاج.. أنَّ أبا البركات قال لفتح بن نظيف: يا فتح كم قد مضى من الليل؟ فقلت له: هذا نصف بيت شعر. فقال لبعض من كان في حضرته: أتمَّه, فقال هذه قافية صعبة لا تطردّ إلا إن نجعل بدل الياء واواً. فعملت في الوقت, واستغلقت القافية حتى لا يراد عليها بيت واحد, إلا أن نكرر القافية بلفظ مؤتلف ومعنى مختلف, مثل الغيل: اللبن يرضع من المرأة وهي حامل, وقد أتينا بهذه اللفَظة ومثلها لفظاً ولم تأت به معنى, وكالغيل: الساعد الريان, والغيل: ما جرى على وجه الأرض. والغيل: الشحم الملتف. ومثل القيل: نصف النهار, وقد أتينا به. والقيل: الملك..))(16).
وتظهر في كتابه (الأنوار ومحاسن الأشعار) آراءً نقدية كقوله في باب (في الطرد والجوارح وما يصطاد من النوائح والبوارح) عن شعر الطرد: ((ولم يأتِ للعرب في الطرد شعر مفرد, بل كانت تصف الناقة وتشبهها بالبقرة الوحشية إذا آسد عليها القناص الكلاب, افتناناً منها في أشعارها, ثمَّ تصف الكلاب والطرد))(17) ولكونه يميل إلى أبي نُواس واضعاً إياه رائداً لهذا الفن, فتراه يقول: أول مَنْ افتنّ في فنون الطرد وأبدع فيه أبو نُواس, لأنه عمل في سائر الجوارح, مثل الكلب والبازي والزّرق والشاهين..))(18).
وقد يتهم شاعراً بالسرقة كما قال في (باب الخيل وصفاتها) في تعليقه على قصيدته (رقم1): ((وعارض قصيدتي هذه شاعر من أهل حَرّانٍ اسمه سعيد بن صدقة الهاشمي, بمقصورة لاذَّ فيها بشعري لفظاً ومعنى وأخطأ في أبيات..))(19) وقد يعقد موازنه في الباب نفسه فيقول: ((ولأحمد بن محمد المصِّيصي:
بطاوي الحشَا إنْ زُعْتَه فَهْوَ بارِقٌ
وأنْ قامَ إظْلامٌ وإنْ سَارَ كوكبُ
كَأنَّ الدُّجى بعد الوَنى مِنه جدولُ
خطاه وخَلّى ماءهُ عَنْهُ يَنْضُبُ
البيت الأول أحسن, والثاني مليح المعنى, إلا أنه من قول الخُثعميّ:
لا تَحْسبُ الليّلَ إلا شَمْلَةً سقَطَتْ
على الفَلاة خُطاهَا وهو مُرْتحِلُ
وهذا أحسن وأطبع, وإنْ كان المصِّيصي قد زاد بقوله ((بعد الونَى))(20) وهذه الآراء لا تخرج عن كونها تأثرية بمواقفه الذاتية غير قائمة على منهج.
وهناك من المعاصرين للشمشاطيّ من تراوحت مواقفهم بين رغبة فيه وعزوف عنه, لاسيما الشعراء الذين وجدوا في فتح بلاط الحمدانيين أمام الشمشاطيّ عقبة تحول دون دخولهم لهذا البلاط, ومن هؤلاء السري الرّفاء الذي تباينت مواقفه من الشمشاطي بين مدح أوهجاء يصل إلى اتهامه بالسرقة, ونلحظ ذلك في ديوانه. فيقول مادحاً:(21)
وَقَفا الله فِيكَ مَنْ الحَسُود
ودَافَع عنك لِلكرمِ التَّليدِ
ومَدّ عَليْكَ للنّعْماء ظِلاً
فإنّا مِنك في ظلّ مَديدِ
أو يعاتبه على ميله إلى الخالديين (أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم) حين فضلهما عليه, دون أن يقف على حقيقة موقفه منهما حين كتب رسالتين متهما الخالديين بالتمويه والأفك الصِّراح.(22)
ولكنه عندما لا يجد أذناً صاغية لتمدحه أو عتابه, يكشف عن وجهه, فيهجوه بقصيدة طائية تجاوزت خمسين بيتاً فيها:(23)
ما للزّمانِ سَطا على أشْرافنا
فتخرَمُوا وعَفَا عن الأنباط؟
أعداوةً لِذوي العُلا أمْ هِمَّةً
سَقَطتْ فمال بها إلى السُّقاطِ
وقد يتهمه بالإغارة على شعره(24). ولا يبتعد الشاعر أبو القاسم الرقي المنجم عن السري الرفاء في هجائه أو النيل منه.(25)
4-وفاته: إنَّ الإشارة الوحيدة التي وصلتنا مؤكدة حياته, هي ما ذكرها النديم في فهرسته التي تقول ((ويحيا في عصرنا هذا))(26) دون يحدد سنة لوفاته ((ومرادة زمن تصنيف فهرسته, يعني سنة 377ه)) كما يذهب إلى ذلك كوركيس عواد في الديارات(27). ومن هذا الاشارة أو بعدها بقليل أرخ القدماء هذه السنة, سنة لوفاة الشمشاطي, ابتداءً من النجاشي في رجاله(28) أو ياقوت في معجم الأدباء(29) أو قوله في معجم البلدان إنّه ((كان في عهد سيف الدولة بن حمدان)(30) ثم الصفديّ في الوافي بالوفيات(31). وسار الباحثون من بعد ذلك على هدي هذه الإشارة فقال البغدادي في (إيضاح المكنون)(32) بسنة 380ه, والتزم بروكلمان(33) برأي النديم, ومن بعده الزركلي في أعلامه(34) وكحالة في معجم المؤلفين(35).
وينقل لنا كوركيس عواد عن حبيب زيات قوله ((في تأريخ بغداد لابن النجار)). أنه (رأي الشمشاطي) ((سكن بغداد ودخل واسط سنة أربع وتسعين وثلاثمائة))(36) وربما كان هذا الرأي دافعاً لمحقق الأنوار (ط. ق.) بتقدير حياته فقال: ((لا نبتعد عن الصواب إذا قلنا إنه عاش طيلة القرن الرابع الهجري تقريباً))(37) بخلاف محقق الأنوار (ط. ب.) الذي قال ((ربما تكون رواية البغدادي أقرب إلى المعقول))(38) وأمام هذه الآراء المتباينة, نرى أنَّ القرن الرابع الهجري هو الحقبة الزمنية التي تمدد فيها الشمشاطي ولادة ووفاة. لأن أصحاب التراجم القدماء لم يلتفتوا إلى الرجل إلا بعد ظهوره في بلاط الحمدانيين.
5-آثاره: ترك الشمشاطي ما يقارب من أربعين مؤلفاً بين كتاب ورسالة ذكرها النجاشي في رجاله(39), توزعت على الأدب واللغة والنحو والتأريخ والأنساب والمذاهب, فضلاً عن متفرقات من المعارف(40). ومن الكتب التي ذكرها النجاشي كتاب (النّزه والابتهاج) و(شرح الحماسة الأولى) و(ما تشابهت معاينه وتخالفت معانيه في اللغة) و(المثلث في اللغة على حروف المعجم) و(المجزي في النحو) و(المقصور والممدود) و(المذكر والمؤنث) و(غريب القرآن) و(الموصل لأبي زكريا بن محمد) و(نسب ولد معد بن عدنان ولمع من اخبارهم وأيامهم) و(الشبهات) و(شعر ديك الجن) فضلاً عن (الأنوار ومحاسن الأشعار) ومن الرسائل: (المعاتبة) و(الانتصار من ذي البغي والاقتراف) و(التنبيه عما خطأ به الأعمى). فضلاً عن رسالتين في الخالديين. وهذه الآثار العلمية تدل على سعة ثقافية وكثرة مطالعاته.
5-شعره: يُعّد أبو الحسن علي بن محمد الشمشاطي من شعراء القرن الرابع الهجري. لم يأخذ حقه من الدرس والنقد فيما قدّم من شعر فقوبل بعدم اهتمام, وقليلاً ما تشير المظان التأريخية والأدبية إلى شعره, ناهيك عن تقويم ذلك الشعر. ولم تحفظ لنا الخزانة التراثية ديواناً له كما حفظت من مجايله, فضاع جلَّ شعره إلا ما سطره في كتابه (الأنوار ومحاسن الأشعار) الذي مثل المصدر الأساس في جمع شعره, وإن نقل ياقوت الحموي بعض شعره عن كتاب (النزه والابتهاج) الذي لم يعرف له وجوداً إلا ما ذكره كارل بروكلمان في تأريخه بقوله: ((كتاب النّزه والابتهاج, توجد قطعة من هذا الكتاب عند ابن طولون الصالحي الدمشقي))(41) وربما لا يبتعد فيه عن كتابة التذكرة التي أخذت طريقها في تأليف النثر لتوازي مجاميع الشعر كديوان الحماسة الذي اختاره أبو تمام في القرن الثالث الهجري.
إنّ المقطعات التي تركها لنا الشمشاطي في (الأنوار ومحاسن الأشعار) لا تنم عن إبداع, قدر ما هي تقليد لما سار عليه القدامى من الشعراء أو المعاصرون, وزعها على أبواب غطت السلاح والخيل والإبل والأطلال والقصور والطرد, فضلاً عن أيام العرب. هذه الأبواب مثلت محطات استراح الشمشاطي فيها وهو يقول قصيدة مقلداً الشعراء الذين استشهد بشعرهم, ولم يأتِ بجديد, يخضع للصناعة في بنائها. تلك كانت الملاحظة الأولى عن شعرية الرجل. أما الثانية فهي أنَّ هذا الشعر الذي قاله يندرج تحت قالبين: الأول إنّ قصائده عامة ألفاظها سهلة متداولة إلا في القليل منها, ونلحظ ذلك في مقطعات التي نظمت على بحور الشعر غير الرجز. والثاني أن أراجيره فرضت عليه بحكم القافية الغريب وما يعتوره من غموض في المعنى لتباين الدلالة مما يضطر الدارس إلى مراجعة المعجم لملء فراغات المعاني. وقد يكون هذا الحكم النقدي قاسياً, مَردّه أن المصادر التي تحت يدنا عن شعره مأخوذة عن (الأنوار) –كما قدمنا- فضلاً عن أبيات لا تروي القارئ في يتيمة الدهر وحماسة ابن الشجري ومحاضرات الأدباء, ومعجم الأدباء نقلاً عن (النزه والابتهاج) والوافي بالوفيات نقلاً عن معجم الأدباء.
خطة بناء المجموع الشعريّ:
1- إنّ كتاب (الأنوار ومحاسن الأشعار) تمَّ تحقيقه من قبل الأستاذ صالح مهدي العزاويّ ونشر ببغداد سنة 1976م, والدكتور السيد محمد يوسف ونشر الجزء الأول منه بالقاهرة سنة 1977م, والثاني 1978م, ومن أجل التفرقة بينهما عَلّمت على نشرة بغداد بمختصر (الأنوار/ ط. ب.) وعلي نشرة القاهرة (ط. ق.) للتمييز بينهما, مُنبّها على الاختلاف في تحقيق النصّ.
2- تمَّ توزيع مقطعات الشاعر, حسب حروف الهجاء وفقاً لحركة الروي (الضمة/ الفتحة/ الكسرة/ السكون).
3- أخذت برواية قدم المصدر, وتم ترتيب مصادر التخريج على قدمها.
4- نبهت على اختلاف رواية النصّ. وشرحت المفردات حسب أهميتها, مستأنساً بهوامش التحقيق إن وجدت, دون أن أهمل المعجم.
5- أشرت إلى البحر الذي نظم الشاعر مقطعته عليه.
6- حاولت ضبط الشكل قدر ما استطعت معتمداً المصدر نفسه أو المعجم إذا لم يضبط شكلاً أو صحة.
7- ذكرت المناسبة التي قيل فيها الشعر.
أرجو أن أكون بهذا العمل, قد قدمت نتاج شاعر, لم يلتفت اليه الباحثون في تراثنا العربيّ.
هوامش الدراسة
1-رجال النجاشي 2/93 رقم الترجمة 687.
2-إيضاح المكنون 1/422
3-المصدر نفسه 1/38
4-يتيمة الدهر 1/138
5-معجم البلدان/ شمشاط,
6-يُنظر هامش كحالة في معجم المؤلفين رقم (1)/ ص203/ ج7 نقلاً عن كتاب (هدية العارفين) للبغدادي.
7-الفهرست /171.
8-المصدر نفسه والصفحة نفسها.
9-تأريخ الأدب العربي 3/141.
10-الديارات/ 42
11-رجال النجاشي 2/93
12-المصدر نفسه 2/94
13-الفهرست /172
14-المصدر نفسه والصفحة نفسها
15-الأنوار ومحاسن الأشعار 1/5-7
16-معجم الأدباء 14/242. وتنظر قصيدته رقم (17) التي صنعها ليؤكد رأيه اللغويّ.
17-الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 2/101
18-المصدر نفسه والصفحة نفسها
19-المصدر نفسه 1/337
20-نفسه 1/325-326
21-ديوان السري الرّفاء 2/82
22-الرسالتان هما: رسالة البيان, عّما موه به الخالديان, ورسالة الإيضاح, عمّا أتيا به من الإفك الصّراح.
23-ديوان السري الرفاء 2/352. وقد وهم ياقوت في معجم البلدان/ شمشاط, فنسب ستة أبيات منها إلى سيف الدولة الحمداني بقوله (وله في علي بن محمد الشمشاطي), وسار على وهمه محقق الأنوار (ط.ب.)/ 335 مُستشهداً ببيتين منها, دون أن يرجع إلى ديوان السري الرفاء, أويُنبّه عليه.
24-المصدر نفسه 2/339 مقطعة صادية, 2/613 مقطعة لامية.
25-تُنظر أَبيات الهجاء للمنجم في معجم الأدباء 14/241, والوافي بالوفيات 17/431
26-الفهرست /172
27-الديارات /41
28-رجال النجاشي 2/93
29-معجم الأدباء 14/240
30-معجم البلدان /شمشاط
31-الوافي بالوفيات 17/431
32-إيضاح المكنون 1/38
33-تأريخ الأدب العربي 3/141
34-الأعلام 4/325
35-معجم المؤلفين 7/203
36-الديارات/ 42
37-الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق.) 1/13
38-المصدر نفسه (ط.ب.)/ 340
39-رجال النجاشي 2/93-95, وقد ذكر ياقوت الحموي في ترجمته بسبعة كتب منها –ينظر معجم الأدباء 14/241. وكررها الصفدي في ترجمته في الوافي نقلاً عن الحمويّ. –يُنظر الوافي بالوفيات 17/431.
40-الأنوار ومحاسن الأشعار 1/7-13 كما صنفها د. السيد محمد يوسف.
41-تأريخ الأدب العربي 3/142.
عبد العزيز إبراهيم
العراق/ الديوانية في 12/6/ 2018
شعر الشِّمْشَاطِيّ
(1) (من الرجز)
1-وقارحٍ سَمْح القَياد سابحٍ
عاري النَّسَا عالي الشّوَى عَيْلِ الشَّوَى
2-ظَلّلَه هادٍ وأوءفَى حاركٌ
وانجَدَلَ المَتْنَانَ واشْتَدَّ القَرا
3-تَقُول إنْ أقْبَلَ عَيْرُ عَانَةٍ
مُرْتقِياً على يَفَاعَ قَدْ عَلا
4-وَهْوَ أَكبّ إن مَضَى مُرَلِّياً
حَتّى إذا اسْتَعرضْتِه قلتَ استوى
5-نَهْدٌ عَريضُ الجَنْبِ فَعْم أضمرَ الـ
ــطّرادُ والسكرُّ حَشَاهُ فانْطَوى
6-مُحَجّلُ الأربَع زِيْنَ وَجّهُهُ
بغُرَّةٍ مِثلِ صَبَاح في دُجَى
7-ذو مَيْعَةٍ يكادُ في إِحضَاره
يَخْفَى على ناظِرهِ فلا يُرَى
8-إِنْ عَصَفت من الرياحِ أرَبعٌ
حَيبتها أرْبَعهُ إذا جرى
9-يهَوْي هَوِىّ النّجْم في انقضَاضِهِ
أو أجْذَلِ من خَالِقٍ قد انْصَمَى
10-مُحْتَدمٌ تَسْمَعُ صَوْتَ وَقْعِه
كأنّهُ وَقعُ صَفاً عَلى صفا
11-قَيْدُ الوُحُوشِ لا يَزالُ مُدرِكاً
رَاكبُهُ عَفواً عليه ما اشتَهى
التخريج:الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 1/336-337, الأنوار (ط. ب) 159.
اختلاف الرواية ومعنى المفردات:
1-الشوى: الأولى جمع شواة وهي جلدة الرأس, والشوي الثانية يُراد بها القوائم. وجاءت لفظة (الشوى) في(ط. ب.) بالألف الممدودة (الشوا)
2-القرا: الظّهْر
3-عير عانة: العَيْر: الحمار الوحشي. والعانة: القطيع من حمر الوحش.
5-فَعْمٌ: ممتلئ.
9-انصمى: أصميت الصَّيَد إذا رميته فقتلته. وجاءت اللفظة في (ط.ب) بالألف الممدودة (أنصما).
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي في باب (في الخيل وصفاتها وأنسابها وشياتها) محاكياً الشعراء في وصفهم للخيل, مقدماً للنصّ: ((وقلت في مقصورة عملتها في هذا الوزن)).
(2) (مجزوء الرمل)
1-ليْسَ للغْربان إنْ صا
حتْ برَبْع الدَّار ذَنْبُ
2-ولقد سُبَّتْ جِمَالٌ
ظُلمَتْ حِينَ تُسَبُ
3-إذْ نأَى في السُّفُن الأحْــــ
ـــــبَابُ فالْتَاعَ المُحِبُّ
4-هِيَ غِربانُ فِرَاقٍ
إذْ بِها شُتِّتَ شَعْبُ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 1/387, الأنوار (ط.ب) /185.
اختلاف الرواية:
*-جاءت كتابة الأبيات في (ط. ب) على وفق نظام السطر دون نظام الشطرين, مع العلم أن البيت الثالث كان مدوراً فقط.
4-تمَّ ضبط كلمة (شَعب) بسكون الشين والعين, والأصح فتح الشين لمخالفة نطق الكلمة في (ط. ب).
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي هذا النصّ في باب (البَرِّ والأبل والظُعن والبحر والمراكب والسفن). وهو يدافع عن الجمال محتجاً بقوله: (( هذا ذَم الجمال, وتوهّم (بعضهم) أنّ أحبابه يرتحلون عليها, فجلسوا في السفن, وساروا في الماء, فصارت السفن أحقّ بالذم من الجِمال. وقلتُ في مثله:
(3) (من الوافر)
1-لَقَدْ حَرَّ العَواءُ فَقيلَ هَذا
هَوَى لَفَظَتْهُ فس الجَوِّ القُلوبُ
2-كَأنَّ الأفْقَ جَاحم كير ِقينٍ
فما لم يحترِقْ منه يَذوبُ
التخريج: مُحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 4/417
معنى المفردة:
2-جاحم: المكان الشديد الحرِّ, كأنه الجمر.
مناسبة النصّ: استشهد الراغب الأصفهاني بهذا النصّ في ((الحدّ الثاني والعشرين)) الذي جمع فيه حديثه عن السماء والأزمنة والأمكنة, وقدمه شاهداً على ما قاله الشعراء في الحر والبرد.
(4) (من الرجز)
1-بثَابِتِ النِّسبةِ في العِتْقِ له
من أَعْوَجِ ولاَحِقٍ خَيرُ نسبْ
2-ذِي عُتُقٍ مَدِيدةٍ ومُقْلةٍ
حَدِيدةٍ وأذُنٍ فيهِا نَجِبْ
3-تسْمعُ هَجْسَ الصُّوتِ من بُعْدِ المَدَى فتَنْتَحي سَامِعة وتَنْصِبْ
4-لا تأخذُ العَيْن الذِي تأخذُه
فَهْي لهُ حافِظَةُ مِنِ الرِّيَبْ
5-ومِنْخرٍ مِثْل الوجارِ يَبْعث الـــ
أنفاسَ في شَرْقٍ وغَرْبٍ إذْ رَحُبْ
6-وكَفَلٍ مَتْنُ الطِّراف مَتْنُهُ
وبَطْنهُ ذو جُفْرةٍ وذو قَبَبْ
7-تَراهُ كالطَّودِ لدى إقْبَالِه
وعِنْدَما يُدْبِر كالسَّيْلِ السَّربْ
8-تُقِلّه قَوائمٌ عُبْلٌ لها
حَوَافرٌ حُفْرٌ صِلابٌ لم تخِبْ
9-يُخلّفُ الرَيحَ لدَى كلالةٍ
وشَأوَه كالبَرق حينَ يَلتَهبْ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 1/314-315, الأنوار (ط.ب)/ 150.
اختلاف الرواية ومعنى المفردات:
1-أعوج ولاحق: من تسميات العرب لخيولها المشهورة.
-يُنظر أنساب الخيل لابن الكلبي /ص129-133
5-نبعث: بدلاً من يبعث في الأنوار (ط. ب)
6-يروى البيت في الأنوار (ط. ب)
وكفلٍ مثل الطراف متنهُ وبطنه
ذو جُفْرةٍ وذو قَبَبْ
8-يروى البيت في الأنوار (ط. ب)
تقله قوائم عبل لها حوافر
حُفر صلاب لم تخبْ
9-كلالة: الإعياء. والمراد أن فرسه بالرغم من تعبها تسابق الريح.
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي في باب (الخيل وصفاتها...) وهو يقلد الشعراء السابقين عليه: ((وقلت على هذا الوزن))
(5) (من الطويل)
1-نَزَلنَا بأكناف الفُرات فَهَّيجَتْ
نَواعِيرُهُ أحزانَنا حِينَ حَنّتِ
2- تحِنُّ وتسقي الرَّوْضَ ريًّا ولم تذُقْ هَوايَ الذي منهُ دُموعيْ اسْتَهلَّتِ
3- ولم تَعْرِفِ الشَّوْقَ الّذي في جَوانحي ولا حُرقاً بين الضُّلُوعِ اسْتكنَّتِ
4- ولو عَلِمَتْ ما قَد لَقِيتُ ومُلِّكتْ
لِسَاناً لبَاحَتْ بالهَوَى وتَشكَّتِ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 2/5, الأنوار (ط.ب) /194.
مناسبة النصّ: في باب (البر والإبل..) وتحت عنوان (في النواعير وحنينها) قال الشمشاطي مقلداً الشعراء الذين استشهد بشعرهم: قلتُ
(6) (من المسرح)
1- يَا حُسنَ رُمّانةٍ تَقَاسَمَها
كلُّ أديبٍ بالظَّرفِ مَنْعُوتِ
2- كأنَّها قَبْلَ كسْرِها كُرَةٌ
وَبَعْدَ كَسْرٍ حبّاتُ ياقُوتِ
التخريج: معجم الأدباء 14/244, الوافي بالوفيات 17/ 432.
مناسبة النصّ: ذكر ياقوت الحموي في معجمه: ((وحدث الشمشاطي في كتابه (النُّزه والابتهاج).. قال: أخذت من بين يدي أبي عدنان محمد بن نصر حمدان رمانة, فكسرتها ودفعت منها إلى من حضر من الشعراء والأدباء, وقلت:
(7) (من الطويل)
1-تراهُ عُيوناً بالنَّهارِ نَواضراً
وَبْعدَ غروب الشّمسِ أزرارَ ديباجِ
التخريج: ديوان المعاني 2/26, ديوان السري الوفاء 2/28 (مع بيت آخر للسري)، نهاية الأرب في فنون الأدب 11/187 (مع بيت آخر للسري الرفاء).
اختلاف الرواية ومعنى المفردة:
1-تراها بدلاً من تراه في ديوان السري ونهاية الآرب.
روانياً بدلاً من نواضراً في ديوان السري ونهاية الأرب.
-الديباج: نوع من الثياب المنسوجة والملونة. وهو فارسي معرب.
مناسبة النصّ: استشهد أبو هلال العسكري بهذا البيت في الفصل الثاني من الباب السابع (في ذكر الرياض والأنوار والبساتين والثمار).
(8) (من الرجز)
1-ورَوْضةٍ باتَ الحَيَا بَها لَهِجْ
2-بَكَى على مِيثِ ثَرَاهَا ونَسَجْ
3-دَمْعاً أَعَادَ منْهُ حَيًّا ما دَرَجْ
4-فشَقَّقَتْ بُطُونَ أَصدافٍ نُتُجْ
5-عن دُرَرِ الغَوَّاص ذي القَلْبِ الثَّلِجْ
6-باكَرْتُهَا والصُّبحُ مفْتُوحُ الرِّيَحْ
7-واللَّيْلُ في جَيْشِ الظّلامِ مُدَّلِجْ
8-بأَفْطَسٍ أَرْقَشَ مَحْبُوكٍ شَنِجْ
9-إِذَا رَأَى العُفْرَ ولم يُؤْسَدْ يَهِجْ
10-إِلاّ يَصِدْ عَشْراً تِبَاعاً لا يَعْجْ
11-يَعُومُ من غُبَارِهنّ في لُجَجْ
12-بينَا تَرَاهُ قَامِساً حتّى خَرَجْ
13-ما تُبْصر العَيْنَان منه إِن مَعَجْ
14-إِلاَّ كَمَا عَايَنَتَا البَرْقَ اخْتَلَجْ
15-يَفْغَرُ عن مثْلِ المُدَى لم تَنْفَرِجْ
16-كأَنّه للحِقْدِ مَوْتورٌ حَرِجْ
17-يَنظُرُ من جَمْرٍ ويَشْحَى عن زَجَجْ
18-يُعمِلُ عَشْراً مُوثَقاتِ تَعْتَلِجْ
19-حُجْناً متَى تَقْبِضْ على الصَّخْرِ تَشُجْ
20-ثُمَّ انْثَنَى يَسْحَبُ رُمْحاً لم يُزَجْ
21-أَعُرَج للنَّخْوةِ مِنْ غَيْرِ عَرَجْ
22-يَرْفُل في دِيبَاجَة لم تُنْتَسَجْ
23-وَشْياً كمَا رُصِّعِ في العَاجِ السَّبَجْ
24-يا حُسْنَه في سُخْطِه إِذا سَمُحْ
25-عنّ له أَجْيَدُ أَحْوَى في بَرَجْ
26-يُغْضِى على سِحْرٍ ويَرْنُو عن دَعَجْ
27-مُتَوَّجٌ كمَا يُرَى عَقْدُ الأَزَجْ
28-بأَسْحَمٍ فيه انْحناءٌ وعَوَجْ
29-مُذَلَّقُ الإِبْرَةِ مَفتولُ الدَّرَجْ
30-كأَنّه خَرْطُ هِلالٍ مِن سَبَجْ
31-يَخْتَالُ في مِشْيَتِه إِذا هَدَجْ
32-بأَرْبعٍ مُرْهَفَةِ الخَلْقِ خُلُجْ
33-فيها ثَمَانٍ حُذِيَتْ حّذْوَ السُّرُجْ
34-مَقْدودةٌ خُضِبنَ حِنّاءَ الدُّلَجْ
35-كأَنّمَا خاضَ مِدَاداً قد مُزِجْ
36-دُوِّج غَيْماً فوقَ ظَهْرٍ مُنْدَمِجْ
37-حَتَّى إِذا أَفْضَى إلى البَطْنِ انْفَرَجْ
38-منها عن الشَّمْس ولكِنْ لا وَهَجْ
39-مُعَلَّقُ اللِّحيَةِ من فَوْق الشِّرَجْ
40-كأَنَّهَا مِكْنَسةُ العِطْرِ الأَرِجْ
41-يذب عن قمراء مطمار الردج
42-بمِثْلِ قَيْدِ الفِتْرِ نَضْنَاضٍ مِلَجْ
43-مِثْل لِسَانِ الأُفْعُوانِ المُخْتلجْ
44-آمَن ما كان معَ الإِجْلِ الدُّعُجْ
45-ولم يُرَعْ في سِرْبِه ولم يُهَجْ
46-عانَقَه ثَبْتُ الجَنَانِ والحُجَجْ
47-عِنَاقَ لا صَبَابَةٍ ولا بَهَجْ
48-صاغَ له قِلادَةً من الوَدَجْ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 2/168-171, الأنوار (ط.ب) /277-279.
اختلاف الرواية ومعنى المفردات:
*-في الأنوار (ط.ب.) نظر المحقق إلى الرجز باعتباره شطراً. ورتب القصيدة على وفق نظام الشطرين, مسايراً الشاعر في تجزأة قصيدته إلى أربعة أجزاء بإشارة (وفيها) منهياً كل جزء بشطر. بخلاف (ط.ق.) التي أخذنا بترتبيها على وفق الشطر باعتباره بيتاً. ويخرج عن وصفه للفهد في الجزء الثالث إلى القول: ((وفيها في وصف ظبي صاده)). والقصيدة من خلال هذا التقطيع طويلة.
1-اللهج: الولوع بالشيء
2-ميث: جمع ميثاء وهي الأرض السهلة. ويذكر محقق (ط.ق) أنَّ اللفظة ((هكذا في الأصل. ولعلها أيضاً ميت))
3-درج: دخل.
4-نتج: استبان حمل انثى الحيوان.
6-الرتج: الباب العظيم.
7-مُدَّلج: السير من أول الليل.
8-سنج: تقبض في الجلد.
9-العفر: التراب, يهج: يثور.
10-يعج: يُصوّت مرة بعد أُخرى.
11-لجج: الخوض في الشيء.
12-قامساً: مختفياً.
13-معج: سرعة المَرِّ.
14-اختلج: طار واختفى.
17-يشحى: يفتح فمه, وفي (ط.ب) يشجى (بالجيم).
23-السَّبج: الخرز الاسود
24-سَمُج: قَبُح.
25-أحوى: مخالطة اللون, لمخالطة الخضرة السواد, بَرَج: التباعد في الأشياء.
26-دعج: سواد العين مع سعتها.
28-أسحم: أسود.
29-مُذَلّق: حاد.
30-سبج: الخرز الأسود.
31-هدج: مشي رويد في ضعف.
32-خُلج: الانجذاب. زفي (ط.ب)حُلج (بالحاء وليس بالخاء)
39-الشرج: العُرَى
40-الأرج: التوهج.
41-مطحار: الرامي.
42-نضناض: أخذ الشيء بعد الشيء, ملج: الرضاعة.
46-الحجج: جمع حُجة, البرهان.
48-الودج: عِرق في العنق.
مناسبة النصّ: ذكر الشمشاطي هذه القصيدة في باب (الطرد والجوارح وما يصطاد من السوانح والبوارح) مسايراً الشعراء الذين استشهد بشعرهم في الفهود: ((وقلت في فهد..)).
(9) (من البسيط)
1- بَنَيْتَ بَيْتاً سَمَا للفَخْر مَصْعَدُهُ
واحْتَلَّ في ذِرْوَةِ العَلْيَا مُشَيّدُه
2-قد عَانَقَ الأُفْقَ حتَّى خِلْتَهُ كَلِفاً
قد طالَ مِن وَجْدِه فيه تَلَدُّدُهُ
3-للنُّورِ في دَوْرِه لِعْبٌ ومُؤْتَلَقٌ
يَعلو ويَنْحِطُّ مُسْتَناٍّ تَوَقُّدُهُ
4-كأَنّه صارمٌ في كَفِّ مُدَّرِعٍ
يَسُلُّه في الدُّجَى طَوْراً ويَغْمِدُهُ
5-بَنَاهُ ذو هِمّةٍ عِلْماً وهَنْدَسَةً
عَقْلاً ووَطَّدَهُ فِكْرٌ يُردِّدُهُ
6-أَسَاسُه مَجْدُه والجُودُ حَائِطُه
وأَرْضُه فَضْلُه والسَّقْفُ سُؤْدَدُهُ
7-كأَنّه صَرْحُ بلْقِيسٍ وقد كَشَفَتْ
سَاقاً وظَنَّتْهُ ماءً خِيفَ مَوْرِدُهُ
8-أَقُول إِذْ كَلَّ وًصْفِي عنْه واعْتَذَرَتْ شَوَاهِدُ الحُسْنِ عنِّي حِينَ تَشْهَدُهُ
9-بَيْتَانِ في الأَرْضِ بَيْتُ الله نَعْرِفُهُ
ذِكْراً وذا البَيْتُ نَغْشَاه ونَقْصِدُهُ
10-مُبَارَكٌ عَرَّفَ اللهُ الأَمِيرَ به
يُمْنَ الجُلُوسِ ودَامَتْ فيه أَسْعُدُهُ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط. ق) 2/93-95, الأنوار (ط. ب) /242.
معنى المفرد:
2-الكلف: لون بين السَّواد والحمرة, وهي حمرة كدرة تعلو الوجه.
تلدّده: شدة الخصومة.
7-البيت فيه تناص مع قوله عزَّ وجل: ﴿قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا﴾ [النمل /44].
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي في باب ((في الأبنية والدور والصحون والقصور)) :وقلت في بيت بناه الأمير أيده الله:
(10) (من الكامل)
1-ألقى كلاكِلَهُ بِبَرْدِ قارِصٍ
حَتّى غَدا مَنْ في جَهَنمَّ يَحْسدُهُ
التخريج: محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء 4/426
معنى المفردة:
1-كلاكله: جمع مفردها كلكل: الصدر من كل شيء. وفي البيت: شدته.
مناسبة النصّ: استشهد الراغب الأصفهاني بهذا البيت في وصف شتاء للشمشاطيّ.
(11) (مخلع البسيط)
1- ذَمَّ أُنَاسٌ غُرَابَ بَينِ
إذْ صَاحَ في الرَّبْعِ بالبعادِ
2- والنُّوقُ ذُمَّتْ كَما عليَها
يَرْتَحِلُ الحيُّ والبَوادي
3- والُّسفْنُ أوْلىَ بالذَّمِّ منها
إذ ضُمْنَتْ سِالبَ الفَؤادِ
التخريج: الأنوار ومحاسن الاشعار (ط. ق.) 1/387, الأنوار (ط. ب) /185.
اختلاف الرواية:
2-نبّه محقق (ط. ق) على أن كلمة (كما) جاءت في الأصل ولعلها (لما)
مناسبة النص:
قال الشمشاطي هذا النصّ في باب (البَر والأبل والظعن والبحر والسفن) وهو يدافع عن الإبل, وأحقّ بالذم السفن, لا الجمال لأنها تنقل الناس وبالتالي تفرق بين الأحباب.
(12) (من الكامل)
1-إشَربْ على زَهْر البنفســ
ــــج قَبْلَ تأنيبِ الحسودِ
2-فكأنّما أوراقُهُ
آثارُ قَرصٍ في الخدودِ
التخريج: يتيمة الدهر 1/138.
مناسبة النصّ: ذكر الثعالبي في اليتيمة قائلاً: ((لم يقع إليّ من شعر (الشمشاطي) إلا قوله في البنفسج:
(13) (من الخفيف)
1- وَبدا الجُلِّنَار مِثَل خُدِودِ
قَدْ كَسَاها الحَياءُ ثوبَ عقارِ
2- صِبْغَةُ اللهِ كالعقيقِ تراهُ
أحمراً ناصعاً لدى الاخضرارِ
التخريج: يتيمة الدهر 1/138
معنى المفردة:
1-الجلنار: نبات, زهر رمُان بَرّيّ, فارسي (معرب) أو مصري قد يكون أحمر, وقد يكون أبيض, وقد يكون مورّداً.
-ينظر ((نهاية الأرب في فنون الأدب 11/67
مناسبة النصّ: استشهد الثعالبي في اليتيمة بشعر الشمشاطي, فقال: ((وقوله في الجلنار)):
(14) (من الطويل)
1-وبيدٍ تَغَشَّاها السَّرابُ كأنَّها
تُنَشَّرُ في أرْجَائهنْ الطَّيَالسُ
2-أَمَالسُ يَعْمَى عن هُدَاهُ بَها القَطا
إذا قُلْتُ بادَتْ واصَلَتْهَا أمالِسُ
3-إذا اجْتَابَ رَكْبٌ خَفْضَها بَعدَ رَفْعِها
حَسْيتُهم غرْقَى فطافٍ وقامِسُ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 2/68, الأنوار (ط.ب) /227.
معنى المفردات:
1-الطيالس: جمع مفردها أطلس: الغبرة إلى السواد. (فارسي معرب)
2-أمَالسِ: اختلاط الظلام.
3-قامس: النازل تحت الماء.
مناسبة النصّ: استشهد الشمشاطي بهذا النصّ في باب (في الرباع والمنازل والأطلال وذكر السَّراب والآل) فقال في الآل والسراب (وقلت...)
(15) (من الكامل)
1- ومُقَوَّمٌ تَهْتَزُ أعْطَافُ الرَّدَى
في هَزِّهِ بَيدِ الحِمَام مُثَقَّفُ
2- خَرسٌ مَتَى شَهِدَ الوَغَى بلِسَانِهِ
نَطَقَتْ بحُجَّتهِ المَنَايا العُكَّفُ
3- يَرنَو إلى حَبِّ القُلُوبِ بمقلةٍ
زَرْقَاء أرْمدَها الرَّدىِ ما تَطرفُ
4- صَادِ متى يَرِد النُّفوسَ يَجِدْ بها
رِيّا وتُصْدِرُهُ المَنايَا يُرْعُفُ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط.ق) 1/55, الأنوار (ط.ب) /28.
اختلاف الرواية ومعنى المفردات:
1-أطراف بدلاً من أعطاف في الأنوار (ط.ب)
مقومُ: الرمح.
2-حرس: صامت, العكف: المحبوس والموقوف.
3-المقلة: شحمة العين التي تجمع البياض والسواد.
تطرف: تنظر أو ترى. ومنه الطّرف: العين.
4-ريّا: حسناً أو جمالاً, يرعف: يخرج ومنه خروج الدم من الأنف.
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي النصَّ في باب (السيوف والرماح وجميع السلاح) وهو هنا يذكر الرماح مسايراً الشعراء الذين استشهد لهم بالشعر, فقال: ((وقلت..))
(16) (من الكامل)
1-جاءَتْكَ أَبكارُ القَريض يَقُودُها
منْ جُودِ كَفْكَ قائِدٌ ودَليلُ
2-نَجْدِيّة ألفاظُها عَدَوَيَّةٌ
أَنسَابُها، بَلْ فَخْرُها موصولُ
3-قَدْ قُيْدَت بعُلاكَ وهي سَوائرٌ
ولها عليك إذا ظعَنَّ حُلولُ
التخريج: الحماسة الشجرية 2/808.
مناسبة النصّ: استشهد ابن الشجريّ في اختياراته بهذا النصّ في فصل (في صفات الشعر) للشمشاطي.
(17) (من المنسرح)
1-يَا فَتْحُ كَمْ قَدْ مَضَى مِنْ اللّيْلِ؟
قُلْ وتُجَنَّبْ مَقَالَ ذِي المَيْلِ
2-فَعارضُ النَّومِ مُسْبلُ خُمْراً
وعَارٍضُ المُزْنِ مُسْبلُ الذَّيلِ
3-وَاللّيلُ في البدرِ كالنّهارِ إذَا
أضْحى وَهذا السَّحَاب كاللّيلِ
4-يَسْكُبُ دَمْعاً على الثّرى فَتَرَى الـــ
سمَاءَ بُكلِّ الدُّرُوبِ كالسيلِ
5-والنّردُ تُلْهي عنِ المْنَام إذا الـــ
ــــــفُصُوصُ جَالَتْ كَجْولةِ الخَيْلِ
6-إذا لذَيذُ الكَرىَ تَدَافعَ عَنْ
وَقْتِ رُقَادِ أضَرَّ بالحِيْلِ
7-إنَّ أمِيرَ الهَيْجَاء في مَأزَق الـــ
ـحَرْبِ الهُمًامُ اَلْجَوادُ والْقَيْلُ
8-مَنْ حِزْبُهُ السّعدُ طَالعٌ لهُمُ
وحَرَبُهُ مُوقنُونَ بالوَيْلِ
9-نَجِيبُ أمٍ لمْ تُغذه سَيّئَ الـ
ـقَسْم وَلَا أَرْضَعتهُ مِن غَيْلِ
10-يَحْمِلُ أعْبَاء كُلِّ مُعْضِلةٍ
تَجلُّ أنْ تُستَقلَّ بِالشّيْلِ
11-أمْوَالُهُ والطّعَامُ قد بُذلا
لآمِليهِ بالوَزْنِ وَالكَيْلِ
12-جَاوَزَ عَمْراً بأساً وقصِّر عَنْ
جُوَدَ يَدَيهِ السَّيْحَانُ والسَّيلُ
13-لا زَالِ في نِعْمَةٍ مُجَدّدةٍ
يَشْرَبَ صَفْوَ الغَبُوقِ وِالقَيْلِ
التخريج: معجم الأدباء 14/243-244, الوافي بالوفيات 17/432.
اختلاف الرواية ومعنى المفردات:
2-خمراً: جمع خمار, والمراد الستار. وفيه النوم بالخمر.
-المزن: السحابة أو المطرة, الذّيل: القميص.
3-أضحت بدلاً من أضحى في الوافي بالوفيات.
5-النرد: اسم لعبة, أعجمي معرب (الطاولة)
7-القيلُ: الملك. وفي حركة القافية إقواء, الضم بدلاً من الكسر
9-القَسْم: الماء, الغيل: اللبن الذي يُرضع من المرأة وهي حامل.
12-عمراً: يريد عمرو بن قعد يكرب لشجاعته. السيحان: نهر في بلاد الشام.
وجاءت اللفظة في الوافي (الضحيان). وفي حركة القافية (السيلُ) إقواء.
13-الغبوق: الشرب مالعشيِّ, القيل: الشرب نصف النهار.
مناسبة النصّ: قدّم ياقوت الحموي لهذا النص بقوله: وحَدّث الشمشاطي في كتابه (النّزه والابتهاج) قال: كنا ليلة عند أبي تغلب بن حمدان وعنده جماعة بعظهم يلعب النرد, فطال الجلوس حتى مضى من الليل هزيع والسماء تهطل.. فعملت في الوقت)) الأبيات.
(18) (من المنسرح)
1- عَرِّجْ بمغْنَى الصِّبَا وأَطْلالِهْ
فاسْأَلْهُ عن أُنسِهِ وحُلّالِهْ
2- يا رَبْعُ قد كُنْتَ للصِّبَا وَطنَاً
إذْ أَنَا أخِتالُ في ذُرا خَالِهْ
3- فصِرْتَ مَبْكىً لكلِّ ذي شَجَنٍ
أسْعدَهُ طَرفُهُ بَتْهَمالِهْ
4- لمْ أعتقِبْ من رُسُوم مَنْزِلها
بَعْدَ وُقُوفِى به وتسْآلِهْ
5- إلّا حَنِيناً طَفِقتُ أبْعثُه
كأنَّهُ رَجْعُ حَنَّةِ الوَالِهْ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط. ق) 2/65, الأنوار (ط. ب) /226.
معنى المفردات
1-حلالهْ: النازلون في المكان.
4-اعتقب: حجزها أو وقف عليها.
5-طفقت: فعلت أو صنعت. حَنّة الواله: شوق المُحبّ
*-نبه محقق (ط.ق) على أنَّ جميع الهاءات في القافية ضبطت بالسكون.
مناسبة النصّ: ذكر الشمشاطي هذا النصّفي باب ((الرباع والمنازل والأطلال..)) مؤيداً الشعراء الذين يبكون أماكنهم السابقة.
(19) (من الرجز)
1-ورُبَّ لَيْلِ جُبْتُهُ غِبَّ سُرًى
بمُشْرِف الكاهِلِ مَلْمُومِ الكَفَلْ
2-نِسْبَتُهُ لأَعْوَجٍ ولاحِقٍ
فهو رَبِيطٌ مِن رِبَاطٍ مُنْتَحَلْ
3-نَهْدٍ جَمُومِ الشَّدِّ فِيه لِقْوَةٌ
تَنْقَضُّ يَوْمَ الدَّجْنِ خَوْفاً ووَهَلْ
4-تَرَاه في إِقباله طَوْداً وفي
إِدبارِه سَيْلاً وعَرْضاً مُعْتَدِلْ
5-ذِي غُرَّة كالصُّبْح في داجِيَةٍ
من الظَّلام أَظْلَمَتْ منه السُّبُلْ
6-وأَربَعٍ تُخْجِلُ عنْدَ جَرْيِهِ
رِيحَ القَبُولِ والجَنُوبِ والشَّمَلْ
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط. ق) 1/333-334., الأنوار (ط. ب)/ 158.
معنى المفردة:
3-جموم: حصان صعب الركوب, الوهل: أول الشيء.
مناسبة النصّ: قال الشمشاطي النصّ في باب (الخيل وصفاتها..) مجارياً الشعراء في وصفهم للخيول.
(20) (من الطويل)
1-مَغَانِى الهَوَى هَيَّجْنَ قَلْباً مُتَيَّماً
مُعَنًّى بأَشْجانِ الصَّبَابةِ مُغْرَمَا
2-وَقَفْتُ على أَطْلالِهَا مُتَرسِّماً
فكادَتْ لفَرْطِ الشُّوْق أَن تَتكلَّمَا
3-عُهُودٌ عَهِدْنَاهَا تَشوقُ قُلوبَنَا
سَقَاهَا عِهَادُ المُزْنِ ريًّا ودَيَّمَا
4-رَبَعْتُ على رَبْعٍ بها ولَطالَمَا
غَنِيتُ بمَغْنَاهُ زَمَاناً تَجَرَّمَا
5-عفَتْ آيَهُ الأَنواءُ حتَّى تَغيَّرتْ
مَعَالِمُه بَعْدِى وقد كان معْلَمَا
6-فيالَكَ مِن رَبْعِ التَّصَابِي ومَنْزِلٍ
خَلاَ اللَّهْوُ منه حين خَلَّيْنَه الدُّمَى
7-لقَدْ هَمَّ أَن يُبدِي السّلامَ صَبَابَةً
إليَّ ووَجْداً إِذْ وَفَفتُ مُسَلِّمَا
التخريج: الأنوار ومحاسن الأشعار (ط. ق) 1/64-65, الأنوار (ط. ب)/ 226.
مناسبة النصّ: تقليداً للقدماء في البكاء على الأطلال, قال الشمشاطي هذا النصّ في باب (الرباع والمنازل والأطلال..)
(21) (من البسيط)
1-وَخُرَّم مِثل لَونِ اللازورد جَرى
منها عَلى فِضَةٍ بيضاء جَاريها
2-كأنّهُن خُدودَ اللاطمات ضُحَى
أو الطَواويسُ حَلّتها خَوافيها
3-ما غُمّضت لعيون الشمسِ أعينُها
إلّا على لُمَع من نُورها فيها
التخريج: نهاية الأَرب في فنون الأدب 11/187.
معنى المفردات:
1-اللازورد: من الأحجار الكريمة.
2-الطواويس: جمع طاووس, وهو طائر جميل, خوافيها: الريش في داخل الجناح, يقابلها القوادم.
مناسبة النصّ: استشهد النويري بهذا النصّ في الباب الثاني من القسم الرابع من الفن الرابع في الأزهار.
مصادر الدراسة والتحقيق:
1-الأعلام، للزركلي، دار العلم للملايين، بيروت ط17، 2007م.
2-أنساب الخيل، لابن الكلبي، تحق. أحمد زكي، الهيئة المصرية للكتاب القاهرة، 1977م.
3-الأنوار ومحاسن الأشعار، للشمشاطي، تحق. د. السيد محمد يوسف وزارة الإعلام، الكويت 1977-1978م.
-الأنوار، تحقيق صالح مهدي العزاوي، وزارة الإعلام، بغداد 1976.
4-إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، إسماعيل باشا محمد البغدادي، وكالة المعارف 1945م.
5-تاج العروس من جواهر القاموس، مرتضى الزَّبيدي، تحق. د. عبد المنعم خليل إبراهيم- كريم سيد محمد، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 2007م- 1428ه.
6-تأريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان، ت. د. عبد الحليم النجار- د. السيد يعقوب بكر، دار الكتاب الإسلامي، ايران- قم ط2، 1429ه-2008م.
7-الحماسة الشجرية، تحق. عبد المعين الملوحي- أسماء الحمصي منشورات وزارة الثقافة- دمشق، 1970م.
8-الديارات، للشابشتي، تحق. كوركيس عواد. دار الرائد العربي بيروت ط3، 1406ه-1986.
9-ديوان السَّري الرفاء، تحق. حبيب حسين الحسني، دار الرشيد وزارة الإعلام- بغداد، ط1، 1981م.
10-ديوان المعاني، لأبي هلال العسكري، تحق. د. كرنكو، نشرة مكتبة القدسي- القاهرة، 1352ه, مكتبة الأندلس- بغداد.
11-رجال النجاشي، لأبي العباس أحمد، تحق. محمد جواد النائيني، دار الأضواء- بيروت ط1، 1408ه-1988م.
12-الفهرست، للنديم، تحق. رضا- تجدد، طهران 1971م.
13-محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، للراغب الأصفهاني تحق. د. رياض عبد الحميد مراد، دار صادر- بيروت ط3، 2012م.
14-معجم البلدان، لياقوت الحموي، دار احياء التراث العربي- دار الكتاب العربي. (د.ت).
15-معجم المؤلفين، عمر رضا كحالة، مطبعة الترقي- دمشق 1378ه- 1959م.
16-نهاية الأرب في فنون الأدب، للنويري، تحق. د. محمد رضا مروة وآخرين، بيروت ط1، دار الكتب العلمية، 2004م- 1424ه.
17-الوافي بالوفيات، للصفدي، تحق. جلال الأسيوطي. دار الكتب العلمية بيروت ط1، 2010م.
18-يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، للثعالبي، تحق. د. مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1403ه-1983م.