مجلة الثقافة الأجنبية 2015
نعرض للقارئ الكريم العدد الجديد من مجلة المورد وهي مجلة تراثية فصلية محكمة تصدرها وزارة الثقافة / دار الشؤون الثقافية العامة. والعدد الذي بين ايدينا هو العدد الثاني لسنة 2015 المجلد (42) للسنة الثانية والاربعون.
وفي هذا العدد ثمة سبعة ابواب ثابتة تعتمدها المجلة في كل اصدار تضمن الباب الاول الموسوم بدراسات تاريخية دراستان اولهما لـ أ. م. د. ابتهال عادل ابراهيم بعنوان دور العوامل الاقتصادية في ثورات الاقاليم ضد السيطرة الاخمينية.
وثانيهما دراسة لـ أ. د. نداء نجم الدين احمد بعنوان بحر النجف ظاهرة طبيعية واقتصادية واثارية مهمة تقول الدكتورة نداء ان بحر النجف منخفض في الجزء الجنوبي الاوسط من العراق، يمتد طولياً من شمال مدينة النجف الى جنوب غرب مدينة الحيرة ورغم ما ذكره المؤرخون والشعراء العرب فان هذا الموضوع من بين المناطق التي تجاهلها الجغرافيون قديماً وحديثاً.
واطلق المؤرخون والجغرافيون على ذلك المسطح المائي تسميات عدة منها (بحر النجف، وبحيرة النجف، ومستنقع النجف) لان الواقف على مرتفع النجف او على كتف البحر يشاهد امتداداً مائياً واسعاً لم يشاهده في احواض الانهار ومناطق السهول. لذا ورد اللفظ من باب التعظيم والتفخيم لتلك الصفحة المائية الواسعة، والعرب تسمي كل تجمع ماء الغدير بحراً.
وفي باب دراسات فكرية نقرأ لـ أ. د. علي زوين مفهوم الحضارة في مقدمة ابن خلدون ودراسة اخرى للباحث عزيز عارف ابن عربي الصوفي الفيلسوف (القسم الثامن).
وفي باب دراسات ادبية تتناول الدكتورة سليمة عكروش، اوليات الشعر العربي (طفولة مهملة)، اما الدكتور أ. د. علي حداد حسين، فقد تناول مناهج البحث في كتب الاقدمين، وتضمن باب دراسات لغوية، (نظرية التواصل عند ضياء الدين لـ أ. د. نادية هناوي سعدون، (وأوهام المحققين في تاج العروس).
أما في باب عرض ونقد فقد كتب الباحث العربي محمد سيف الاسلام بو فلاقة عن شعر النساء في صدر الاسلام والعصر الاموي.
وفي الباب السابع والاخير (نصوص محققة فقد قام الدكتور عباس هاني الجراخ بتحقيق (ديوان موفق الدين ابن ابي الحديد المدائني) وهو القسم الاول من التحقيق. وابي الحديد المدائني هو ابو المعالي موفق الدين القاسم بن هبة الله بن محمد بن حسين بن ابي الحديد المدائني البغدادي.
وقد اختلف المؤرخون في اسمه فقال بعظمهم ان اسمه (احمد وذكر اخرون انه القاسم). ثم عرج الكاتب بالتعريف لاسرة الشاعر وقام بتفصيل حياته معتمداً على اهم المصادر والبحوث التي كتبها المؤرخون الذين واكبو حياتهم.
وتحدث الباحث عن وفاته وقد خلص الى القول (توفي ابو المعالي يوم الاحد من شهر جمادي الاخرة سنة 656 هـ) ودفن في مقهى الوردية في بغداد، بعد وفاة الوزير ابن العلقمي بقليل، ورثاهما عز الدين بن عبد الحميد بقوله:
أأبا المعالي هل سمعت تأوهي
فلقد عهدتك في الحياة سميعاً
عيني بكتك، ولو تطيق جوانحي
وجوارحي اجرت عليك نجيعاً
انفاً غضبت على الزمان فلم تطع
حبلاً لا سباب الوفاء قطوعاً
ووفيت للمولى الوزير فلم تعش
من بعده شهراً ولا اسبوعاً
وبقيت بعدكما، فلو كان الردى
بيدي لفقارقنا الحياة جمعياً