الثقافة الاجنبية 2015
برغم الغنى الذي يتمتع به الادب الايراني عبر مراحله المختلفة الا ان صورته لدى القارئ والعربي بشكل عام ظلت غائمة وغالبا ماكان النظر اليها يتم من خلال الاطلاع على النصوص الكلاسيكية القديمة خصوصا قصائد شعراء القرون الماضية الاكثر شهرة في اللغزة الفارسية /شيرازي/ الرومي/ والخيام.ومثلما حصلت تغييرات مهمة في بنية القصيدة العربية احدثها السياب ونازك الملائكة والبياتي في منتصف عقد الاربعينيات من القرن الماضي فقد شهد الادب الايراني والشعر بشكل خاص تغييرات نوعية مماثلة على ايدي ابرز ممثلي هذه الثورة التي كانت تسعى لتغيير بنية الاشكال الادبية الكلاسيكية وتقديم مستويات تعبيرية ومقترحات جمالية مختلفة متأثرين بالانفتاح الثقافي على الاداب الاجنبية خصوصا الأدبين الأنكليزي والفرنسي اللذين تركا بصماتهما واضحة على نخبة بارزة من الادباء الأيرانين المعاصرين شعراء وروائيين وقصاصين ابتداء من بواكير القرن الماضي.هذا ماجاء في افتتاحية مجلة الثقافة الاجنبية بقلم رئيس تحريرها محمد تركي النصار,لقد تمحور هذا العدد حول الادب الايراني مقالات ونصوص مابعد الحداثة والادب الفارسي وهو محور العدد اسهم فيه عدد من الكتاب والادباء الايرانيين نقرأ في حقل دراسات مقال بعنوان "سوسيولوجيا الثقافة والخيال السوسيولوجي الجديد"للأديب الايراني جيقري أس،نرجمة الاستاذ رمضان مهلهل يبين الكاتب في المقال كيف ان البحث عن دور المثقف في المجتمع الديمقراطي يشي بفهم المشروع النقدي لسوسيولجيا الثقافة وهذا يؤدي الى مراجعة المناهج السوسيولوجية العامة لمشكلة الثقافة لانها تسهم في مشروع نقدي مما يشير الى ضرورة تصور مميز لموضوع التحقيق الا وهو الثقافة بوصفها تنطوي على الفنون والعلوم عندما تفهم على نطاق واسع. اما حقل دراسات تضمن موضوع للكاتب الايراني ألن د.شرفت ترجمه الاستاذ عبد الامير حميد وحمل عنوان"البنيوية والتحدي الفلسفي"نقتطف منه:ينظر غالبا الى العام 1960على انه العام الذي انتهت فيه الفاسفة الوجودية بوصفها فلسفة حية فقد مات البير كامو الذي كان مايزال مرتبطا مع الحركة الوجودية في حادث سيارة في الرابع من الكانون الثاني ونشر ميلو بونتي كتاب العلامات وهو مجموعة افتتحت بمقالات حول سوسيو وعلم اللغة وعلم الاجتماع وليفي شتراوس ونشر سارتر الذي احتفظ بحضور سائد في الفلسفة الوجودية نقد العقل الديالكتيكي الذي وصفه سارتر نفسه بانه انثربولوجيا بنيوية تاريخية."الفن السريالي بين التكعيبية والدادائية"عنوان مقال اخر في حقل نصوص للكاتب الايراني جيرار لوكراند ترجمة عدنان حسين.اضافة الى مقال للكاتبة الايرانية فيروزه ميرزاوي ترجمته الست فضيلة يزل جاء بعنوان "محطات من تاريخ الادب الفارسي المعاصر".وثمة مقال اخر بعنوان"تأثير مابعد الحداثة على الادب الفارسي"ترجمة عبد الصاحب البطيحي،ونطالع ايضا دراسة بعنوان"تأثير الادب الغربي والفرنسي خصوصا على الرواية الايرانية المعاصرة"للكاتب الايراني افصاني بور مظهري ترجمة عدوية الهلالي,كما وتضمن العدد نصوص مختارة للشاعرين الايرانيين شهاب مقربين،و حافظ موسوي تقديم وترجمة مريم حيدري،واحتوى العدد ايضا على ملف جاء بعنوان"قراءة في شعر فروغ فرخزاد من منظور علم اللغة الوظيفي النظامي لهاليدي"وهي احدى اهم الشاعرات الايرانيات في القرن العشرين،وفي باب ملف ايضا حوار مع القاصة الايرانية كلي ترقي،"الوطن ليس مكانا جغرافيا وعلينا ايجاده داخل انفسنا"ترجمة احمد حميد،ومقال تقدي اخرللكاتب بورشيستا كاكبور عن الرواية الايرانية الاكثر شهرة "البومة البيضاء"للروائي الايراني الكبير صادق هدايت ...