التدميرية في المسرح المعاصر
اصدارات الشؤون الثقافية
التدميرية في المسرح المعاصر
ينشغل المسرح اليوم جزءاً كبيراً من حياة المجتمعات التي تنشد الحرية والفن كونها متلازمين بالضرورة وليس بالقسر.
والمسرح عمل جماعي لا ينتجه جهد واحد، بل يقوم على جهود مجموعة افراد ينبغي ان يطلق كل منهم وبالتضافر مع اقرانه، اقصى طاقاته ليتحدى حدوده الراهنه نحو ابتكارات الجسد والنفس اللذين لا حدود لطاقاتهما حين يجدان المساحة اللازمة لتحقيق ذلك.
ضمن سلسلة الموسوعة الثقافية وهي سلسلة ثقافية شهرية تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة صدرَ كتاب جديد بعنوان (التدميرية في المسرح المعاصر) للدكتور عقيل مهدي يوسف من القطع الصغير أمتدت صفحاته على مساحة واسعة من المعلومات تبلغ اكثر من (150) صفحة، يخاطب هذا الكتاب الحداثة في المسرح اليوم، بما هي عليه من تجليات رؤيوية ابداعية تتجاوز السائد الراكد وتخترق الثابت القار، وتدين في الوقت عينه المصالح الذاتية المربية التي يضخها الاعلام غير الهادف والبعيد عن المرامي الانسانية لدور المسرح العظيم. ومهما أختلف زوايا النظر الى العمل المسرحي وطرائق تقديمه والتقنيات التي تصاحبه وتعدد مستويات أدائه، فأنه يظل فناً جماهيرياً ذا مسحة اجتماعية انسانية، فالمسرح كما يشير الكتاب لايتطلب فناً عالماً بل فناناً يعرف مهمته وكيف يؤديها لذا يفرض طغيان المادة على الحياة الاجتماعية بما يعني ذلك انتهاك كرامة الانسان، المرأة تحديداً، والتصحر الروحي والجذب النفسي، وكل ما يفضي الى تقزيم الحياة وإغلاق منافذها الى الحرية والابداع.