احتفـــاءً ببغداد عاصمة الإعلام العربي " دور الإعلام في صناعة النصر " في دار الشؤون الثقافية العامة
إسراء يونس
تحت عنوان (دور الإعلام في صناعة النصر) وبرعاية الأستاذ حميد فرج حمادي مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة عقدت الدار ندوة فكرية بالتعاون مع كلية الإعلام/ الجامعة العراقية احتفاءً بتتويج بغداد عاصمة للإعلام العربي حاضر فيها أ. د. إيثار طارق خليل / معاون العميد الكلية ونخبة من أساتذة كلية الإعلام.
وفي مقدمة الندوة التي قدمها الإعلامي طالب كريم حسن قائلاً: في إعمال الدورة العادية الـ 48 لمجلس وزارء إعلام العرب التي انعقدت في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة تم اختيار "بغداد عاصمة للإعلام العربي لعام 2018" ولإبراز الجهد الوطني في تكريس شعار "بغداد عاصمة الإعلام العربي" إلى جانب استثمار هذا القرار بما يبرز دور الإعلام العراقي في تعزيز الانتصارات الكبيرة التي حققها العراق في معركته لتصدي وطرد الإرهاب وتكريس "رسالة" بأن بغداد حاضنة السلام والمحبة والعيش المشترك للديانات والقوميات والمذاهب ودور الإعلام العراقي في التصدي لظاهرة الإرهاب.
لان بغداد ـ صمدت ـ توحدت ـ انتصرت، لم يكن انتصار العراق مقتصراً على الإرهاب وساحات المعارك فحسب بل كان هناك انتصار آخر تمثل في نجاح إعلامه في مواجهة الأفكار المتطرفة وكشف زيفها واختيار بغداد عاصمة للإعلام العربي هو تأكيد لهذا النجاح بغداد المدينة العريقة التي تمتد جذورها عبر التاريخ كانت تسمى بمدينة السلام وعاصمة الدنيا.
لينتقل الحديث للأستاذ الدكتور فاضل البدراني متحدثاً عن فضل الشراكة العلمية والثقافية التي تربط بين كلية الإعلام ودار الشؤون الثقافية متمنياً أن تكون هذه الشراكة أحدى الخطوات لتعزيز الروابط بين الدار والجامعات الأكاديمية ومضيفاًً إلى اختيار بغداد عاصمة للثقافة في عام 2018 ، فالإعلام هو سمة الحياة العصرية ورسم رسالة المجتمع الذي لا يتقدم حضارياً وفكرياً ما لم تكن له رسالة. واصفاً الصفات التي لها أهمية في نجاح الإعلام والتي تتمثل في تحقيق الصدق ـ الموضوعية والدقة في الإعلام فعندما يتوحد خطاب الدولة ويكون دقيقاً في رسم الصورة في ساعات القتال كان هناك الانتصار. فالتحديات تصنع المعجزات فالإعلام العراقي بتوجيهاته الحكومية أصبح إعلام تنموي نطمح له التطور الإيجابي في المستقبل.
وسائل الإعلام ودورها في تحقيق النصر
هو محور حديث الأستاذ الدكتور إيثار طارق خليل مؤكد أن ًالإعلام معلومة ولكن هذه المعلومة تحمل رسالة وجدانية. وعن فضل التكريم الذي تستحقه بغداد بعد أن صارعت اعتى موجات الإعلام حيث كانت المعركة شرسة حقق الإعلام عدته من خلال مجموعة من التحضيرات التي قامت بها وسائل الإعلام المختلفة في صناعة النصر.
وأشاد في حديثه إلى الأساليب التي كانت تتبع في الإعلام التي اعتمدت على ستراتيجيات تمثلت في ثلاث محاور أولها كان الخطاب التعبوي وثانيها الخطاب النفسي للتأثير على الخصم والستراتيجية الثالثة هو الخطاب القانوني الأخلاقي الإنساني حيث كانت الحرب مع داعش تستنزف أرواح وممتلكات المواطنين (حرب شوارع) وكان للصورة التلفزيونية التأثير الكبير على الجمهور وإضافة إلى وسائل الاتصال الاجتماعي الالكتروني (واتساب وتويتر) الذي ساهم في رسم أخر التطورات في المعركة ونقل الانتصارات.
وفي حديثه أشار أيضا إلى دور المرأة الكبير حيث كان لوجود (المرأة المراسلة) في الحرب ولأول مرة دور كبير في نقل ما يجوب في ساعات المعركة.
فالنصر لا يتوقف بالجنود وحدهم ولكن هو بأحوج ما يكون إلى مساندة وسائل الإعلام وبث خطاب موحد.
مساهمة الإعلام في تحقيق السلام
وكانت جولة ثالثة للدكتور علي حسن في وصف السلام بمواجهة صعبة ونادرة حيث التشظي السياسي والانقسام المجتمعي وسقوط بعض المحافظات بيد داعش.
كانت الماكنة الإعلامية للإرهاب تستهدف وحدة البلاد وتعمل على تأجيج العنف الطائفي وتشويه صوت المؤسسة العسكرية وعلاقتها مع الشعب وأبناء المناطق المحررة وبالتالي كانت تعمل بأساليب باطلة ومفبركة في معظم الأيام.
وهنا يأتي دور الإعلام في نقل الصورة وتطبيقها على الإرهاب وتعزيز الثقة بالمؤسسة لعسكرية لدى أبناء الشعب، كانت مهمته بث رسالة لتحقيق وإرساء المجتمع الأمني في البلاد وهذه كلها لم تكن بالأمر اليسير واثبت الإعلام أن الإرهاب لم يكن له حد في قواعد السلم فالإرهاب هو من اتخذ من المدنيين دروعاً بشرية فالإرهاب والعنف صنفان متوازيان لا يفترقان بعيدان كل البعد على الإسلام والتسامح.
أن النصر الذي حققه الإعلام كان يكمن في تعزيز دور المؤسسة العسكرية التي ضمت عدة فصائل وهي الجيش والحشد الشعبي وفصائل أخرى كانت تقاتل تحت راية واحدة هي راية العراق.
وفي ختام حديثه ركز على دور الإعلام في عملية البناء بعد الحرب وهو ما يسمى بالإعلام الوطني الذي يتبنى استراتيجية وطنية تساهم في تنمية البلاد والبناء وان يكون الإعلام يقظ إلى ذلك..
وحضر الندوة الدكتور عصام العبيدي قائمقام الاعظمية ونخبة من الأساتذة والباحثين والاكاديمين والإعلاميين والأدباء ومنتسبي الدار.
وفي ختام الجلسة شكر الأستاذ حميد فرج حمادي الأساتذة الحضور وتفانيهم في نجاح الندوة ووصفهم مهمة المشهد الإعلامي في صناعة النصر بكل دقة متمنياً التواصل مع المؤسسة الأكاديمية في خدمة الثقافة والمجتمع.