دار الشؤون الثقافية العامة تحتفي باليوم العالمي لمكافحة الفساد
بأصبوحة كانونية مفعمة بالنشاط والحيوية، والتوق للمعرفة وارتشاف المزيد عن كل ما من شأنه الارتقاء في ألبناء الاجتماعي ورفع مستوى الأداء في العمل الوظيفي.
بهذه العبارات افتتحت دار الشؤون الثقافية العامة وبرعاية مديرها العام الأستاذ (حميد فرج حمادي) جلستها الحوارية التي نظمتها بالتعاون مع مكتب المفتش العام في وزارة الثقافة عن موضوع (وظيفتي أمانة)
بمجموعة من الاستفسارات والمفاهيم التي قدمها الدكتور المحاور (فراق جميل سري) / رئيس مركز إحياء التراث بدأت هذه الندوة، فما هي الأمانة؟ وما نوعها؟ وهل هي مفهوم أخلاقي أم اجتماعي؟ وما هو الفساد؟ وما هي النزاهة؟
ـ مصطلحات كثيرة ومتشعبة بمعانيها لكنها تصب في مفهوم واحد وهو (الأمانة) بمفهومها الأعم قيمة مطلقة وهي قيمة أخلاقية تنبع من داخل الإنسان، وهي مفهوم مجتمعي (بشري) يشترك فيه الجميع، فهذه البذرة موجودة منذ بدأ الخليقة على هذه الأرض. لكن مقاييسها مختلفة من شخص لأخر لا يتساوى فيها الجميع.
معنى الأمانة في الأديان
ـ لقد أرسل الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء وأوجد الأديان السماوية لتحقيق معنى واحد (ترسيخ الأمانة) وتعميمها على مستوى واسع، وخير دليل على ذلك ذكر القران لنبي الله محمد (صلى الله عليه وسلم) في أكثر من موقع لتأكيد هذا المفهوم، فالشرائع السماوية والأديان كافة وجدت لتثبيت مفهوم الأمانة (أمانة الروح وأمانة الحياة، أمانة الرقي بالمجتمع) كلها صور مجازية لمعنى الأمانة.
ـ الوظيفة والأمانة
في ضوء ما ذكر يرتبط مفهوم الأمانة بالبناء السياسي فما أشيع في المجتمع من مفاهيم مضادة (الفساد) المستشري احد الجوانب الشائعة والمنتشرة في الوقت الراهن بسبب اختلاط المفاهيم وضياع الحقوق والعدالة وطغيان الأفكار والآراء أللأخلاقية وسيطرتها على الواقع المجتمعي.
ـ بقي ان نذكر ان الآراء والمناقشات التي حفلت بها الجلسة أكدت على أن الواعز الأخلاقي والضمير الإنساني هو الرادع الحقيقي للنفس البشرية، فالأمانة مثل أعلى وغاية مبتغاة يسعى لها البشر إذا ما أُحصنت النفس البشرية، اما (الأمانة الوظيفية) فهي أداة تتحقق من خلالها الأمانة الذاتية وتنعكس في أدائها على الواقع المجتمعي تصونها وتحميها القوانين والضوابط الوظيفية