جذور المقدّس والفرجوي في الثقافة الشرقيّة القديمة بلاد الرافدين- مصر - أوغاريت - (رأس شمرا )
بيّنت المقاربات المتنوّعة أنّ الدين هو المشروع البشريّ الذي يخلق كوناً مقّدساً ، أو هو بتعبير بتعبير بيتر برجر " كوننة " في شكل مقّدس . وعيَّن -- هذا المشروع -- المُقدّٕس بأنه مايُميز قوَّة خفية وهائلة
خارج الإنسان ويستطيع مع ذلك أن يكون على صلة بها ، يُعتقد أنها تكمن في بعض الاشياء أو الموضوعات الخاضعة للخبرة والتجربة . يبدو هذا التعريف دالاً لكنه محدودٌ . إذ تكمن دلالاته في تحديد هذه القوة الخفية الرهيبة والمغامرة للإنسان ، وهي إحدى الخصائص الجوهريّة الكامنة في المقدّس حينما ينبلج بصفته شيئاً مغايراً في مقابل الحياة البشرية العاديّة . وهذه الغيرية بشكل خاصّ هي التي تنطوي على جوهر " الذعر "الديني والفزع في مواجهة كل مايتعالى تعالياً مطلقاً على جميع الوقائع البشرية المحض . فالقلق والرعب من الآخر والإنبهار به ، تتقدم الشرعنة الدينية فتجد سببيتها في تحولات الوضع البشري الهش جوهرياً ، بين هذه التحوّلات الأكثر إرباكاً يتجلّى الشعور الغامض الذي يدركه الإنسان حيال " المقدّس. " ، وهو شعور مبهم بطبيعته ومحير على الدوام .مع ما يتضمنه من غموض . إن وجوده يتجاوز الوضع البشري الذي تحصره فيه القواعد الإجتماعية والذي يشعر فيه بالأمان . عندئذ يلجأ إلى الشعائر لإستعادة التوازن المفقود ، ليتقي الدنس أو يتخلص منه.إنّ المحرّمات ، التطهيرات ، طقوس العبور ، هي ردود فعل دفاعية ضدّ التهديدات . على قدر تعدّد التعريفات التي تناولت المقدّس وتنوعها ظلت سبل مقاربة المفهوم خامة كثيفة لامنتهية ، إن هذا الغموض الكثيف " للمقدّس " يحيطه بهالة ذات حدود مُلتبسة تنسربُ من كل تحديد وتعريف .وعن سلسلة " دراسات وترجمات " التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة/ وزارة الثقافة والسياحة والآثار صدر حديثاً للأستاذ الدكتور ماجد الإميري كتابه الجديد الموسوم " جذور المقدّس والفرجوي في الثقافة الشرقيّة القديمة --بلاد الرافدين - مصر - أوغاريت - ( رأس شمرا) " دراسات ونصوص مترجمة يشتمل الكتاب على مقدمةٍ ومدخل وثلاث ابواب .
الباب الأول : المُقدس والمُتخيَّل الرافديِّ
الباب الثاني : المُقدّس والمتخيَّل المصري القديم
الباب الثالث : المُقدّس والمُتخيَّل الأوغاريتيّتان ( رأس شمرا)
يقع الكتاب ب --- 456 --- من القطع الكبير
صمم الغلاف : نورس نبيل يعقوب ٠٠