اعجاز القرآن وتهافت المترجمين
اعجاز القرآن وتهافت المترجمين
ضمن سلسلة اصدارات دار الشؤون الثقافية العامة سلسلة (ترجمان) العددالثالث ،صدر كتاب (اعجاز القرآن وتهافت المترجمين) ترجمة الأستاذ عزيز عارف،هذه السلسلة تعنى بنقل نصوص ودراسات ومتون متميزة في مجالات ابداعية ومعرفية وفكرية مختلفة وتسهم في تحديث التصورات وتطويرها في عالم القراءة الفسيح.سر اعجاز القرآن انه (عربي)، فاذا استبدلت لغة القرآن بلغة آخرى فقد جردته من سر اعجازه،ولم يعد يسمى قرآنا ويؤكد القرآن ذلك: قال تعالى:(إنا نزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)..فأما شأو نظم القرآن فليس له مثال يحتذى عليه، ولاامام يقتدى به، ولايصح وقوع مثله اتفاقا .ذلك لان القرآن كلام الله ،لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكل لفظ في القرآن دقيق،بالغ الدقة في معناه،بالغ السعة والعمق في دلالته. وسيرى القارىء في هذا الكتاب كيف ان ترجمات (مولانا محمدعلي ورودول وبلاشير)
قد فاتها هذا المعنى الدقيق العميق في الايتين الكريمتين (خشية إملاق) و(نحن نرزقك واياكم)،وايضا مثل آخر عن تعدد المعاني في اللفظ القرآني وعجز المترجمين عن ادراكها. وكل هذه الترجمات انما هي مترادفات قد تقترب من معنى النص القرأني وقد تبتعد عنه،ولكنها مع ذلك تعتبر كلها مقبولة ما دامت لا تتعارض مع دلالة النص القرآني ومفهومه. واذا بحثنا بعمق وعلى وجه التدقيق عن معنى كلمة (مصيبة) بحد ذاتها لغة وليست اصطلاحا بمعنى (النائبة) وجدنا الفرق الواضح في المعنى بينها وبين الترجمات الاربع المذكورة ،تبين لنا ان هذه الترجمات تفتقر كلها الى الدقة،لان اعجاز القرآن فوق قدرة المترجمين لانه نزل بلسان عربي مبين، وليس في ميسور احد منهم ان يدرك دقة معانيه وسعتها،لدقة اللسان العربي وسعته،ومع كل ذلك فللضرورة احكام، ومن الممكن قبول مثل هذه الترجمات وفقا لاحكام، الضرورة على ان لاتخرج عن مفهوم النص القرآني وسنظل نقول عنها انها تفتقر الى الدقة.