البيت الهيتي

البيت الهيتي
عبد الرحمن جمعة الهيتي

اتَّسمتْ مدن أعالي الفرات والمتشاطئة معه بأنها تقع على امتداد طولي في أبنيتها الرسمية والأهلية، والتي لم تك قد بنيت حسب تخطيط عمراني حديث، ومدينة هيت، على الرغم من أنها متشاطئة مع الفرات؛ إلا أنها منفردة بكونها بنيت بيوتها على تل، يحزّم خصرها جدول من الفرات ينساب من غرب المدينة إلى شرقها، ويغلفها سورٌ له أربعة أبواب من بيوت الموسورين من أبناء سكانها.
لقد وجد العديد من أبناء هيت بيوتهم كما تركها لهم أجدادهم وآباؤهم صغيرة مساحتها مربعة ومتوازية الأضلاع، وتكاد تأخذ شكل المعين والمثلث المختلف الأضلاع، تقع على دروب ضيقة ملتوية، تتقاسم وجيرانها الجدران والمداخل فقد كانوا أحياناً أبناء دربٍ ضيق ينفذون منه إلى بيتوهم الصغيرة، أو أن للبيت أكثر من أربعة أضلع، أو غير منتظمة الأضلاع، ومن هو موسور الحال بنى سقيفة لتوسعة داره، ومع هذا فإن هناك بيوتاً حديثة، بأبواب وشبابيك وشناشيل جميلة، بألوان فيروزية منقوشة غرف ديوانها بنقوش نباتية وهندسية، وبمساحات واسعة.
وبيوتٌ تكاد تكون على نمط معماري موحد، في تنظيم وتجميل الواجهة ومداخلها والطارمة والإيوان وغرفة الديوان والساحة الداخلية (الفناء)، والإيوان المزيّن بالأقواس الإسلامية، و(دلك) خشبي ووحدة الأبواب والشبابيك الخشبية والجصية المزخرفة.
وهذه العشرات من البيوت مقصدنا في تقديم البيت الهيتي لما لهذه البيوت من معالم تراثية مادية وغير مادية من موروثات شعبية كانت سائدة في الفترة الزمنية التي سوف نتحدث عنها.
بناء البيت الهيتي:
يمتلك صاحب هذا النمط من البيوت مساحة لا بأس بها، ويأتي بالرجل البنّاء، يخطط له الخارطة للبيت بعد أن يملي عليه ما يطلب وما يرغب من غرف وإيوان وديوان وفناء وأبواب وشبابيك.
قد تكون واجهة قطعة أرضه ثمانية أمتار، يخطط للديوان والطارمة، ثم بعدها للفناء الداخلي ثم الإيوان الذي يُبنى في واجهته قوسان إسلاميان ثم تُبنى غرفتا المبيت وبيت الرزق، بعد تخطط درج وتنور خارجي وآخر داخلي. (شكل رقم 1).

 

شكل (1) يبين خارطة أحد المنازل الهيتية
مواد البناء:
يستخدم في مدينة هيت عادةً (النورة) في أسس البيوت والتي توجد لها (كوّر) حرق الحجارة جنوب المدينة، وتستخدم الحجارة والذي يؤتى بها من مقالع الحجارة جنوب المدينة أيضاً، وعند ارتفاع البناء عادة يتم البناء بمادة الجص (الشهل)، أو الجص (البراك).
يكون عرض حائط الأساس (50سم) وكلما ارتفع البناء استدق الحائط ويصبح (40سم) ويصبح عند ارتفاع البناء أربعة أمتار، ويؤسس لدرج البيت، يستخدم في سقف البيت أغصان أشجار التوت (التوث) بعدما تهذب وتكون عادةً يابسة، وبعد أن ينتهي البنّاء والعمال من وضع أغصان التوت، يوضع (عسب) جريد سعف النخيل، تفرش على أغصان أو عيدان التوث أو جذوع النخيل المهذبة، ويربط هذا العسب بخيوط معمولة من خوص وسعف النخيل تسمى (الشرطان)، مفردها شريط تنظم وتربط في عملية تسمى (كرط العسب).
وبعد الانتهاء من أكساء الديوان والطارمة والغرفتين والإيوان تطلى بطبقة من الطين المخمر مضافاً إليه (التبن) بارتفاع (15سم)؛ كي لا يتشقق الطلاء، ثم تبنى الستائر والمعروفة في المدينة (التير) مفردها (تيرة) ويكون ارتفاعها عادة في معظم بيوت هيت متراً واحداً أو أقل، ويقيّر السطح بمادة الـقار الموجود في العديد من عيونه في أطراف المدينة.
ويوضع للسطح عادة (المزريب) المزراب، وفتحة وسط سقف أو سطح كل غرفة يكون قطرها (40سم) تسمى (السوامة)، يُستفاد منها لإخراج الهواء الحار صيفاً، وكذلك لإخراج دخان نار الموقد والتنور الأرضي.

أرضية البيت:
تسّوى أرضية البيت الجديد عموماً بشكل مستوٍ، ويحسب حساب أرضية الفناء أو الساحة الداخلية للبيت، كيفية انسياب ماء المطر المنحدر من سقف الغرفتين والإيوان بعد عمل مزراب، ينساب إلى ساقية تمر وسط الطارمة إلى الباب الخارجي، ليتحد الماء مع مساقي الدرب إلى حيث نهر الفرات أو إلى الخندق الموجود جنوب المدينة.
إنَّ تسوية أرض الغرفتين والإيوان والساحة الداخلية والديوان والطارمة تتم بحسب إمكانية صاحب البيت المادية، فإن كان ميسور الحال، يطلي عموم أرضية البيت بالقار الناعم، وكذلك السطوح، وإن كان متوسط الحال تطلى بالجص الشهل الناعم، فكلا الطلائين مريح لمجلس العائلة وقد يدوم سنين عديدة.

طلاء جدران البيت:
تطلى عادةً بمادة الجص الشهل، إما باليد وتسمى هذه (الشخان) الخشن نوعاً ما، وهذه تكون جدران البيت خشنة الملمس ولا ضير في ذلك، أو أن تطلى بمادة الجص الشهل الناعم (بالمالج) وتكون جدران البيت ناعمة الملمس وكذلك يطلى قوسي الإيوان والدرج، وكذلك يُعتنى بمقدمة البيت.

واجهة البيت:
يولي صاحب بناء البيت اهتماماً واضحاً بواجهة البيت، فيطلى بالجص الناعم (بالمالج) مع عمل مربع فوق باب البيت بقدر (انجين) اثنين، وقد يضع ماعون من نوع (فرفوري) فوق قوس الباب الخارجي دليل الكرم والضيافة، أو أن يضع (سبع عيون) زرقاء اتقاء لحسد الحساد، أو أن يضع رأس غزال له قرون، ومن يراه لا يعجب بالبيت وشكله وبناءه.

الأبواب والشبابيك:
توجد عائلة مشهورة في النجارة وابتكار أساليب حديثة في عمل صناديق الأفرشة والأبواب والشناشيل، لكن عدم وصول الأخشاب من بغداد أو من أي مدن جعل حرفة النجارة متخلفة نوعاً ما، فالأبواب والشبابيك يؤتى بها من بغداد أو الرمادي، فالنجّار الهيتي يعمل الباب الخارجي للبيت أو للدكاكين من الخشب المستورد من بغداد ولو كميات قليلة فيلاحظ قلة الأبواب والشبابيك المعمولة بشكل جيد ومزخرفة وتطعيم، أما الشبابيك فتتزين بها واجهة البيت، بشباك واحد عرضه (50سم) وارتفاعه متراً واحداً بقوس من طراز إسلامي، وقد تُزيّن أبواب الغرف الداخلية أيضاً، قد تكون بمغاليق أو بدون مغاليق، ويعمل لمدخل البيت باب محكم بقوس، ومغلاق (مغلاك) يعمله النجار في محل عمله، وهذا المغلاق تتميز به مدينة هيت بكونه جميل الشكل محكم ومثبت على واجهة الباب، كذلك محكم الغلق (شكل رقم 3)، وتُنقش واجهة الباب بمسامير ذات رؤوس كبيرة توضع بشكل معين مكرر يعطي جمالاً للباب والبيت.


شكل (3) يوضح باب لبيت هيتي

مواقد النار:
يعمل في داخل الديوان بناء على شكل مستطيل يكون مفتوحاً من إحدى طرفيه على شكل منقلة لكنها ثابتة، وبارتفاع أربعة (إنجات)، يستخدم موقداً للنار وتخدير الشاي والتدفئة وإعداد القهوة، ويعمل المطبخ تحت درج البيت حيث تبنى دكتان من الطين (أثافي) بارتفاع ستة (إنجات) لوضع القدر عليها، وهذا يسمى (كانون)، وقد تكون جاءت هذه التسمية من (الكچن) ويوضع الحطب في الخانة الثانية للدرج.

وسائل التهوية:
لم يكُن للبيت الهيتي وسائل تهوية سوى الشبابيك القليلة، وتستخدم الطارمة في واجهة البيت بعد رشّها بالماء صيفاً فهي تشبه السقيفة إذا كان سقفها مبني على شكل قوس، وحتى إن كان سقفها مستوياً فإنها تؤدي الغرض، ويستخدم الرجل (المهفة) اليدوية المعمولة من سفِّ خوص سعف النخيل، وإن كان ميسور الحال فإنه يعمل مهفة سقفية، وهذه معمولة من إطار خشبي على شكل مستطيل طول (40سم) وعرض (60سم) يغلف هذا المستطيل بقطعة من (الجنفاص) تثبت في سقف الغرفة ولها حبل، يسحب هذا الحبل فيحدث تياراً من الهواء تبرد فيه تلك الغرفة أو الديوان، وذلك بسحب الحبل المثبت عند أسفل المستطيل (شكل رقم 4).

شكل رقم (4) المهفة السقفية

أثاث البيت:
لم يملك البيت الهيتي أثاثاً يُذكر سوى صندوق خشبي العادة قياسه (1 × 0,5)م وبارتفاع (60سم) يكون لونه أسود، يُزين عادة بمسامير ذات رؤوس كبيرة ذهبية اللون، يُحفظ في هذا الصندوق ملابس الرجل والمرأة وفي مكان منه تحفظ المخشلات الذهبية والفضية أو المكحلة وبعض الأدوات الصغيرة المستخدمة في خياطة الملابس، وتُحفظ عليه الأفرشة. (شكل رقم 5)

شكل رقم (5) صندوق الملابس

بيت الرزق:
سُميَّ بيت الرزق باعتبار ما فيه رزق من الله تعالى، يُحفظ في بيت الرزق الحنطة والعدس والملح في (چنابيل) مفردها (چنبيلة) وتكون بشكل كمثري معمول من سفِّ خوص النخيل (شكل رقم 6)، ويحفظ في (چنبيلة) الملح، ويحفظ في بيت الرزق (بستوقة) الطرشي و(بستوقة) الدهن، والبستوقة إناء فخاري على شكل كمثري مطلي داخلياً بمادة السيراميك، وتحفظ التمور إما مكبوسة في جلد الأغنام، أو معلقة على أوتاد مثبتة في الحائط، وتحفظ المجرشة والجاون والميجنة وبعض أدوات الطبخ وباطية الغسيل المعمولة من خصف سعف النخيل والمقيّرة بالقار.

شكل رقم (6) الچنبيلة

العيش صيفاً:
في الصيف تصعد الأفرشة إلى سطح البيت وتبرد على ستائر السطح من اللحف والدواشك والمخاد، كما تصعد صحون الماء الفخارية لتبريد الماء، وكذلك باطيات حفظ وتبريد الفاكهة مثل التين والعنب وتبرد فاكهة الرقي والبطيخ بوضعها على تيرة السطح الستائر، وكذلك تصعد قدور العشاء وأواني تقديم العشاء، وأدوات التغسيل والمناشف وكل ما يحتاجه الرجل مساءً، تتعشى العائلة وتقضي أماسي صيف باردة يستمع الأطفال إلى أحاديث أبائهم وجداتهم من قصص وحكايات شعبية.
العيش شتاءً:
بعد تناول الطعام أما في الديوان أو في غرفة النوم داخل الإيوان، يتخذ الأبناء من التنور الأرضي مكاناً لتدفئة أرجلهم، وقد توقد في منقلة البيت ناراً للتدفئة، وتخدير الشاي، ويستمع الأطفال والأبناء إلى سوالف عن (شمة البان) و(الزير سالم) مع أكل التمر مشوياً أو مأخوذاً من عذوق معلقة على أوتاد في الحائط، وقد (يشوشع) التنور بطرف من السعف إذا كان الجو بارداً، وينعم الأطفال بمزيد من الدفء والحنان والمذاكرة.

حفظ المخشلات:
تحفظ المخشلات الذهبية البسيطة والفضية في صندوق البيت أو في مكان يخفى في الحائط ليلاً، وذلك بإدخال إناء فخاري أسطواني (30سم) مغلقٌ أحد طرفيه يثبت في الحائط، وعادةً في غرفة النوم وتسد فوهته بحفنة من طين لازب، حتى لا يراه السارق (الحرامي).

روازين البيت:
مفردها (رازونة) وهي فتحة بقدر وجه الإنسان تعمل بين جدران هذه العائلة وبقية العوائل المجاورة المحاذية الملاصقة لهذا البيت والبيوت الأخرى، تأخذ المرأة ما تحتاجه من قبصة نار أو قليل من الملح أو المعجون، وتتحدث مع بعضهن بأمور الزوج والحياة والعلاقات العائلية، فهذه الروازين أداة اتصال اجتماعي وترفيهي كون بعض العوائل لا تخرج من البيت إلا نادراً، فتراها تلتقي مع جارتها للتحدث واللهو الطيب.

إنارة البيت:
كانت تستخدم (اللمبة) في إنارة البيت، وهي عبارة عن صفيحة (قوطية) لها أنبوب من الـ (تنك) يدخل فيه فتيل إلى حوض القوطية الذي يحوي نفطاً، توقد ليلاً وتطفأ عند نوم العائلة، وتستخدم (اللالة) والفانوس في إنارة البيت، ولللالة رفٌّ في مكانٍ بارز يبنى على حائط الغرفة أو الديوان لنشر الضوء إلى أرجاء البيت.

أواني شرب الماء:
في البيت الهيتي يُستخدم (حِبْ) الماء (شكل رقم7)، يوضع على محمل معمول من الخشب لدى نجار المدينة وللمحمل باب يغلق ويفتح، ويعلق بأشرطة من الخشب ويكون مشبك لحفظ إناء فخاري يستقبل ناقوط الماء المنساب من حب الماء، ويُستحسن تخدير الشاي من ناقوط ماء الحب؛ كونه أكثر نقاءً وأصفى ماءً.

شكل رقم (7) الحِبْ

مغسلة الغسيل :
تسمى (المزملة) وهي عبارة عن (بالدي) سعة (12 لتر) ماء، له حنفية تفتح وتغلق حتى سميّت المزملة، يرفع البالدي على حجر منتظم بارتفاع معين ليسهل تغسيل اليد والوجه، ويوضع تحت المزملة الحنفية اناء لحفظ ماء التغسيل، وسكبه في ساقية الدرب أو الزقاق، إذْ لم يكن للبيت الهيتي وقتذاك حمام لغسل الأجسام إنما هناك حمام شعبي يستطيع الرجل وأبناؤه الاستحمام فيه، أما النسوة فإنهنَّ يغلسن في غرفة الرزق.

حفظ الأطعمة:
تحفظ الأطعمة الزائدة والمتبقية عن حاجة العائلة إلى المغرب أو إلى اليوم التالي، فإن كانت تحفظ للمغرب، تحفظ في محمل حب الماء المشبك والبارد نوعاً ما من آثار ناقوط ماء الحب، أما أن تحفظ إلى اليوم التالي، تحفظ عادةً في سلة معمولة من ناعم أغصان الرمان لتهوية الطعام، وتعلق هذه السلة في (چنگال) سيم مثبت في قوس الإيوان قريباً من ذراعي المرأة الواقفة، كما يحفظ البيض واللحوم الزائدة في هذه السلة المعلقة بعيداً عن الحشرات والقطط.

المرحاض:
يبنى في زاوية من سطح البيت جدار بارتفاع (2متر) ليكون مرحاضاً بسعة (1م×1م)، وتوضع على أرضيته مخدات من الطين مقعداً للقدمين، ويغلق باب المرحاض بقطعة قماش أو جنفاص، ترفع القاذورات عند ضحى كل يوم وترمى في مكان يسمى (الكنيفة).

إقامة الأعراس
في مثل هذه البيوت الواسعة نوعا ما، يطلب الشاب صديق العريس والذي يملك والده بيتاً واسعاً، يطلب منه إقامة ألعاب العرس، لأن أبناء هيت عائلة واحدة، يجمعهم الأخوة والصداقة والعلاقات العائلية المتينة.
يحضر في هذا البيت الأفرشة اللازمة التي تفرش في فناء البيت، كما تملأ حب الماء بالماء يكفي لإرواء من يحضر، تأتي قافلة السراويج بعد المغرب، ويستمر اللعب والغناء حتى منتصفه. ويأتي لهذا اللعب والعرس أصدقاء العرّيس والذين يسمون السراويج والشويش، ومن يحب ويجيد الغناء والرقص، فقد كان الشباب ممن يجيد الرقص ولا أحد يتهمه بأنه راقص يعاب عليه، أما النساء فإنهنَّ يتخذن من سطح البيت مكاناً لرؤية اللعب والغناء مخمرات الوجه، يهلهلن لمن صوته جميل ورقصه لطيف.

إحياء ليلة المحيا:
المحيا الصغيرة ليلة الخامس عشر من رجب والمحيا الكبيرة ليلة الخامس عشر من شعبان، واهتمام الشباب والشابات بليلة المحيا الكبيرة عادةً، يجتمع شباب وأصدقاء لإحياء ليلة المحيا، وقد يكون أحد هؤلاء هم من أبناء العائلة التي تملك بيتاً واسعاً، فيطلب من ربة البيت هذا طبخ سحور للشباب، بعد جمع مبلغ وشراء اللحم والخضر وما يؤكل وإيداعه لدى هذه العائلة، يقوم الشباب بالتجمع بعد المغرب وإحياء ليلة المحيا بالغناء والرقص في أطراف المدينة ثم في البيت، وبعد منتصف الليل يؤكل السحور وينام الجمع في هذا البيت أما في الديوان أو في الفناء إن كان الوقت صيفاً، وكذلك الشابات واللذين يحيون ليلة المحيا، يجمعنَّ المال لشراء اللحم والخضر ويطلبن من والدة إحداهن وهي عادة ابنة هذا البيت الواسع طبخ سحور المحيا، وبعد التجمع يقمن بالغناء والرقص ثم الأحاديث الشبابية إلى منتصف الليل ويأكلن سحورهن، وقد يصمن يوم الخامس عشر من شعبان.

صينية الزكريا:
عادة تحيى ليلة الزكريا أو إقامة صينية الزكريا كل في بيته، لكن قد يكنَّ فتيات صديقات من بنات الدرب والزقاق بالاتفاق مع صديقاتهن، بنصب صينية الزكريا في بيتهم الواسع، والذي يستطعنَّ الرقص والغناء بالمناسبة المذكورة، تأتي كل واحدة من الصديقات بما يجود به بيتهم من شكرات، الخرفيش وأصابع العروس، والشباح والحمص والحنطة المحمصة والشموع، وتحضر الصينية الكبيرة من البيت الكبير الواسع وتوضع على تختة مرتفعة وتنسب الشموع وتوقد، ثم تنظيم الصحون المملوءة بالشكرات والحمص والزبيب ثم تقرأ أحداهن بعض سور من القرآن الكريم ثم يغنين:
يا زكريا عودي عليا كل سنة وكل عام ننصب صينية

المواليد النبوية :
من يود إقامة مولد نبوي فإنَّهُ يُقيمه في بيته، وعادةً ما يكون في الصيف وعلى سطوح بيوتهم، وسبب إقامة المواليد النبوية، أما بعد مجيء الرجل من مكة المكرمة أو بعد ختان أطفال العائلة ويجمع هذا الرجل أطفال فقراء لختانهم في بيته الواسع وهو الذي يدفع ثمن وقيمة الختان.
وعند اقامة المولد وعادةً هذا المولد يقام في بيت واسع السطح والرجل ميسور اليد، تحضر الفاكهة من الرقي والبطيخ والتين والعنب وتوضع على ستائر السطح، كما يبرد الماء في صحون فخارية وتفرش الأفرشة، وبعد صلاة العشاء يأتي قُرّاء المواليد النبوية والمدعويين من الجيران والأقارب والأصدقاء، يُقرأ عادةً القرآن الكريم ثم السيرة النبوية المعطرة وبعدها قرّاء المقام، كلٌ يقرأ ما يحب من المقامات ثم بعدها التنزيلات منها: (مدحك عمدتي ، أرجو النجاة)
أو: صلاة ربي على من جانا محمد من نسل عدنان
ثم قصيدة (يا آمنة بشراك) ويختم المولد بالقرآن والدعاء وتقديم أما الفاكهة أو ما تطبخه العائلة.

  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار

 

social media 1    social media    youtube    pngtree white linkedin icon png png image 3562068


logo white