في الطريق إلى لندن... قلق الكتاب العراقي

 

في الطريق إلى لندن... قلق الكتاب العراقي

منذر عبد الحر

الفرق بين المشاركة السابقة لوفدنا الثقافي في معرض لندن الدولي للكتاب , والمشاركة الحالية , أننا في العام الماضي كنا على أعتاب انعقاد معرض بغداد الدولي للكتاب في دورته الأولى , وأظنها ستكون الوحيدة , وكان القلق "النبيل" يجترح كلّ خطواتنا ونحن نرنو بحرص لمحطات  انطلاق المعرض وضرورة تحقيق نجاحه , فكانت هناك غرفة للعمليات وفّرتها لنا جريدتنا الباسلة  " الدستور" في مكتب عمّان , وبمتابعة مباشرة من السيد باسم الشيخ رئيس تحرير الجريدة , الذي لم يدخر جهدا في تذليل المصاعب وتهيأة الأجواء المناسبة لفريق عمل المعرض الذي يقوده الشاعر نوفل أبو رغيف رئيس اللجنة التحضيرية العليا للمعرض , والذي ربط الليل بالنهار وهو يتصل ويكتب ويوجه ويتابع , مع فريق العمل , حتى أطل موعد المعرض وحقق النجاح الذي أدهش اللاصديق , قبل الصديق , وشهدنا الهجمة الباهتة المفضوحة التي حاولت الاساءة للمعرض وما حققه من نجاح في أجنحته المتنوعة  وفي المقهى الثقافي الذي شهد فعاليات ثقافية متنوعة أثرت المشهد الثقافي العراقي وأعادت له حيويته التي افتقدها منذ زمن طويل.

لسنا هنا بصدد تقويم هذه الظاهرة  أو التذكير بما حققه معرض بغداد للكتاب بدورته الأولى وبإمكانات لا تتناسب مع حجم الحدث وقوة تأثيره في الشارع العراقي , بل نشير إلى أن رحلة مشاركتنا في معرض لندن الدولي للكتاب هذا العام , شهدت حزنا و ألما وحسرة , ونحن نفتقد حماس التخطيط لمعرضنا الموؤد لأسباب في غاية الغرابة , وأهمها الأجور العالية المطلوبة على أرضية المعرض , والتي فاقت ميزانية دار الشؤون الثقافية بوصفها الجهة المنظمة بأضعاف إمكاناتها , وطلب الأجور العالية على تظاهرة ثقافية وطنية بهذه الأهمية والحساسية لا يمكن لنا أن نعتبره طلبا إجرائيا روتينيا بريئا بعيدا عن التأثيرات الأخرى التي يحزنها انعقاد معرض دولي كبير في بغداد , وتريده في مكان آخر , خلافا لكل ما معروف عن دور العاصمة في تبني مثل هذه الفعاليات الكبرى , ونظن بغداد الاصالة والجمال جديرة بهذه المهمة  .

وعلى العموم , أننا ماضون في سعينا لإثراء المشهد الثقافي العراقي  , ولم نتقاعس عن دورنا التاريخي والاخلاقي المسؤول , وأينما وضعنا أقدامنا ستزهر الأرض بنا طموحا وابداعا وعطاء , وها نحن نتنقل في ربوع عمّان منتظرين الرحيل الى لندن بوجوه عراقية نقية الملامح , لا تتحدث بعقد وأزمات , بل تنطلق من أصالة وحرص وطني , ومن دأب دائم لتمثيل البلاد خير تمثيل .,نتمنى من جميع الجهات التي لها علاقة بالثقافة العراقية , أن تصغي للنبض الوطني في عملها , وأن لا تسقط في فخ التجزيء وضيق الأفق وعقدة النجاح التي تأتي من خارج أطرهم وبعيدة عن تصوراتهم وأزماتهم , فالنجاح لا يخص شخصا بعينه , لأن المنجز الوطني الناجح سيحسب للجميع , والمفروض أن تذلل الصعاب , وأن لا نضطر ونحن نسأل عن سبب عدم انعقاد معرض بغداد الدولي للكتاب في سنته الثانية للاجابة بالحسرة والألم وطلب وزارة التجارة التعجيزي منا , والأنكى والأغرب أن أحد المسؤولين عن عدم انعقاد المعرض  يدافع عن هذا الطلب بتبريرات غريبة , ثم يردف المسؤول ذاته أننا مستعدون للتعاون في الدورات القادمة والمثير في هذه التصريحات أنه يتوهم أن بإمكانه إقامة هذا المعرض لوحده ولا يحتاج إلى جهة ثقافية وكأن المعرض ليس معرضا ثقافيا بهذه الأهمية الحضارية بل يتصوره معرضا للزيوت أو لإطارات السيارات  مثلا !!  والسؤال المطروح جدلا , ماذا سيقدم السيد المسؤول في معرضه , هل يستقطب المثقفين الحقيقيين كما فعلت اللجنة التحضيرية العليا  للمعرض , ويقيم مقهى ثقافيا لمدة سبعة عشر يوما من الحراك الثقافي العميق في الشعر والقصة والمسرح والسينما والتشكيل وحفل توقيع الكتاب والجلسات الفكرية والحواراية التي شهد لها الجميع .. هل يستطيع ذلك ؟سؤالنا لا يخلو من مرارة , ونحن نتعامل مع محبطات وطنية , تحاول الوقوف في طريق حدث ثقافي ينتظره المثقفون بلهفة , وبحجج مخجلة لا علاقة لها بالحقيقة.

 

 

 
  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار

 

social media 1    social media    youtube    pngtree white linkedin icon png png image 3562068

logo white