تميز في صناعة الكتاب وابداع متواصل
تحت شعار (الكتاب نبراس يضيء دروب المعرفة) وبرعاية الأستاذ حميد فرج حمادي / مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة نظمت الدار ندوة ثقافية حوارية بعنوان (صناعة الكتاب الواقع والطموح).
حاضر فيها د. عبد الوهاب الراضي / رئيس اتحاد الناشرين وأ. د. عبد الأمير الفيصل / أستاذ الإعلام الرقمي في كلية الإعلام / جامعة بغداد والأستاذ الناقد علي حسن الفواز وبحضور نخبة من المبدعين والأدباء والاكاديميين المتخصصين في صناعة الكتاب وأصحاب دور النشر. أدارَ الندوة الإعلامي طالب كريم حسن حيث قال في مقدمة الندوة: (شهدت صناعة الكتاب العراقي في العقدين الأخيرين قفزة كبيرة نتيجة لتخلصها من القوانين والتعليمات السابقة الأمر الذي يؤكد نزعة الفرد العراقي للقراءة والإطلاع والبحث عن المعرفة كما هو عهده دائماً ويبقى سوق الكتاب العراقي محط أنظار دور النشر العربية الكبرى وتطلعها للتوزيع والبيع والانتشار بعد النجاح الملحوظ الذي سجلته الدورة الأخيرة لمعرض بغداد الدولي للكتاب والمشاركة العربية الواسعة فيه والأصداء الطيبة التي تركها في الأوساط الثقافية والاكاديمية).
تضمنت الندوة مناقشة المعوقات في صناعة الكتاب والتي يكمن جزء منها في شحة التمويل وانعدام التوزيع فضلاً عن كساد السوق الثقافي وضياع حقوق المؤلف والناشر في ظل غياب قوانين واضحة تُسّير المطبوع وتحدد العلاقة بين المؤلف والناشر والموزع.
ليناقش موضوع الكتاب المطبوع اعتباره وسيلة من وسائل المعرفة الإنسانية إضافة إلى الكتاب الرقمي المرادف له. حيث توفر ادلة تثبت ان منطقة ما بين النهرين (حضارة وادي الرافدين) اهتمت بالكتابة وكانت بداية الكتابة على الواح الطين ومن ثم انتقلت الى الرقم والأوراق. واهتم (القران الكريم) بالقراءة والدليل بداية نزوله بـ كلمة (إقرأ) في مستهل آيات الذكر الحكيم.
فهناك سلسلة من الحلقات التي تكمل احدهما الأخرى لتكون المحصلة ولادة الكتاب ابتداءاً من مرحلة التأليف والتنضيد والتصميم الداخلي والخارجي للغلاف وطبعه بعد مرحلة المونتاج والأفلام والبليت ومن ثم وضعه على ماكنة الطبع واختيار سمك الورق المناسب الذي يحدد سعر وكلفة الكتاب مشيراً الى المرحلة المهمة بعد الطبع والتي تكمن في عملية تسويقه ليصل الى ايدي المتلقي (القارئ)
وتطرق د. عبد الوهاب الراضي في حدثيه الى العوائق المجحفة في حق الكتاب والتي وضعت مؤخراً وهي التعريفة الكمركية وقيمتها 15% من سعر الكتاب والتي لها تأثير سلبي على الطالب والباحث والمثقف بشكل عام.
هل تأثرت صناعة الكتاب بالأساليب الرقمية؟
كان هذا المحور الذي قدمه أ. د. عبد الأمير الفيصل / أستاذ الإعلام الرقمي في كلية الإعلام / جامعة بغداد. حيث نسب مقولة (الكتاب كلام ميت يبعث عند القراءة) الى جالينوس ولدينا اليوم جيل رقمي يستخدم (الانترنيت) وانعكست على قراءة الكتاب المطبوع فعندما وضع المؤلف مادته الثرية في الكتاب لا يمكن مقارنتها بما نشر في مواقع التواصل الاجتماعي معتبراً الكتاب هو الذي يحدد ثقافة الشعوب.
وللمثقف والمبدع والمنتج والمؤلف دور كبير في صناعة الكتاب هذا ما جاء في مستهل محور الناقد علي حسين الفواز / نائب أمين اتحاد الأدباء معتبراً مفهوم موضوع الكتاب هو الذي يعنى بصناعة الحداثة والفكر وهو جوهر الجسور التي تربطها بالعالم ويحتاج الى سياسة وبرامج فاعلة وان التنمية الثقافية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنمية السياسية والاجتماعية والإنتاجية ومن واجبات الساسة وضعها ضمن اولى اهتماماتهم السياسية مثلها مثل التسليح او الامن الغذائي وهو يعزو الكتاب الى صناعة ليست عادية تحتاج الى من يرعاها ويدعمها من حيث الورق ودور النشر وخلق بيئات للثقافة متمثلة بمعارض للكتاب لاسيما وان معرض بغداد للكتاب في هذه السنة كان من انجح المعارض.
وجد له صدى وجمهور، وطرح الباحث عدة توصيات منها الضبط القانوني لأعضاء دور النشر والزام دور النشر الأهلية بوجود محرر ثقافي له أهمية في تقييم الكتاب ويكون الإخراج الفني للكتاب وفق سياقات معنية.
معتبراً الحديث عن صناعة الكتاب جزء من التنمية الإنسانية.
من جانب آخر كان هناك مداخلات ومقترحات وحلول طرحها الأستاذ حميد فرج حمادي / مدير عام الدار من شانها مواكبة التطور والنهوض بالكتاب الى المستوى المرموق من خلال تظافر جهود المؤسسات الأخرى مع المؤسسة الثقافية وتغيير نظرة التهميش للثقافة وتحويل نظام الدار من تمويل ذاتي الى تمويل مركزي والذي يسهم بدوره في دعم الثقافة في البلد وخلق بيئة لتشجيع القراءة متمثلة بوجود مكتبة من اصغر وحدة في المجتمع تبدأ من البيت والمدرسة والجامعة وانتهاءاً بوزارة الثقافة لترتقي لتكون حالة مجتمعية عامة.