نارتسيس وكًولد موند سلسلة ترجمان 14
ضمن سلسلة ترجمان للعدد 14 التي تصدار عن دار الشؤون الثقافية العامة (ناتسيس وكَولد موند) للكاتب الالماني هيرمان هسة ترجمة الأستاذ طارق حيدر العاني بصفحاتها 231 .لسلسلة ترجمان والتي هي احدى اقسام الدار، تعنى بنقل نصوص ودراسات ومتون متميزة في مجالات ابداعية ومعرفية وفكرية مختلفة، من ثقافات العالم وأدب الشعوب وتجاربها المكتنزة ،تحاول من خلال جهودها التواصلية وانفتاحها على الآخر ،تعزيز الصلة مع تلك التجارب والثقافات وتمكين الاطلاع عليها ، وهي تقدم للقارىء العربي عبر اصدارتها الدورية وعنواناتها المتخصصة في مختلف الحقول بين ثقافتنا العربية وثقافات العالم.لعنوان ناتسيس وكَولد موند (الكاف المدغمة) الكلمة الاولى تعنى النرجسية والثانية تعني لفظا-حلق الذهب- ولايجد القارىء علاقة بين كلمتي العنوان والمعنى المقصود الا اذا اراد .تظهر القصة تباعدا بين الشخصيتين الرئيستين :نارتسيس شاب طموح يغلب عليه الفكر العقائدي وارتباطه بالكنيسة وطموحه الى المراتب العليا،اهدافه التصقت بالعقيدة وبفكر الكنيسة وعبر عنها بالالتزام الشديد بما يطلبه منه معلموه، ورجال الدين الكبار حتى اقترب من النرجسية اوهكذا وصفه الاخرون. تتناول القصة فكرة الجمع بين الاضداد، وبكلمة أخرى بين المحاور المتنافرة ومحاولة التوفيق بينهما. تقع القصة في عشرين فصلا تستعرض صراعات نفسية لقطبي القصة ويترك للقارىء تحليلها، يجد هسة فيما يكتبه سلوى وعزاء وملاذا ومستقرا وسلاما رغم ما تتضمنه من اسباب تدفعه الى العزلة ثم الى التعرف على ذاته، وقد كتب في الخصوص في موجز سيرة حياته عن هذه الظاهرة ان كل اعماله الكتابية انما هي استعراض لسيرة حياته.اما مترجم القصة السيد طارق حيدر العاني فقد ترجم الشعر والقصة وفنون الأدب الأخرى الكثير،وبها حافظ على جمال القصة من خلال الحفاظ على روحية النص قدر الامكان ، فلا تراه يبتعد عن النص الا اذا كان ذلك في خدمة النص والحفاظ على ما يريده الكاتب وهذا ليس بمستغرب اذا عرفنا ان المترجم سبق ان ترجم عشرات القصص والقصائد للأديب هسة نفسه وروايته المعرفية (كَيودترود) اضافة الى الكثير من المواضيع عن الأدب الالماني المختار والعلوم الأخرى فلا غرابة اذ لابد للمترجم ان يكون موسوعي المعرفة،فالترجمة لاتقتصر على حقل دون غيره.