الموسوعة الثقافية
التناص بين عهد الامام علي "ع" الى مالك الأشتر والرسالة الخمسة (في نصيحة الملوك) لسعدي الشيرازي
يفهم التناص مصطلحاً على أنهُ إحدى الوسائل الحديثة التي تقربنا الى فهم النص لتشابك دلالاته مع دلالات سابقة علية فما النص الجديد الا أستهلاك وتمثل لنصوص تقدمته فتقولها بإطار جديد من دون أن يلغي تماماً القدرة الابتكارية التي تتميز بها بعض النصوص القائمة على الموهبة الفردية الفذة وقدرتها على التفرد والابتداع.
ممالاشك فيه أن لاشيء يأتي من فراغ ولابد من أن يكون خلف أي أبداع أبداع سابق مها كانت قيمة هذا السابق ومدى أفادة اللاحق منه.
من هنا فأن التواصل سواء على مستوى الافراد أم الجماعات تأريخاً وتراثاً وحضارات إنما هو شكل من أشكال التناص الذي لاغنى عنهُ لاستمرار المنجز التراثي والحضاري والثقافي لأي أمة من الأمم ولأي فرد من الافراد.
بعد هذا المفهوم الموجز الذي أوضحناه لابد من الخوض في تفاصيل هذا العدد من الموسوعة الثقافية بعددها (144) الذي كان عنوانه (التناص بين عهد الإمام علي "ع" الى مالك الاشتر والرسالة الخامسة (في نصيحة الملوك) لسعدي الشيرازي للدكتورين صبيح مزعل جابر المالكي وعماد الدين عبد الرزاق العباسي.
تضمن الكتاب تقديم تحدث عن نظرية التناص كونها نظرية حديثة من نظريات الادب الاوربي التي شغلت المهتمين بشؤون الأدب على مستوى بيئاته العالمية المختلفة منذ مطلع النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الان وما أثار الاهتمام ألاكثر بهذه النظرية ومصطلحها (التناص) هو حركية الدلالات والمفاهيم والوظائف التي تلج أبواب مختلفة المعارف والاجناس الابداعية البشرية من فكرية وأجتماعية وأدبية وفلسفية وغيرها.
ثم كانت التوطئة عن موضوع التناص بين عهد الامام علي "ع" الى مالك الاشتر والرسالة الخامسة (في نصيحة الملوك) لسعدي الشيرازي بعدها تطرق الكاتب عن موضوع (مفهوم التناص ودلالاته) مفتتحاً مادته بقول للأمام "ع" (لو لاأن الكلام يعاد لنفد) وبعدها جاء الحديث عن مجالات التناص وعمله وتطرق الى الحياة العامة في عصر سعدي الشيرازي مبيناً دور سعدي الشيرازي في ذلك القرن المضطرب متحدثاً عن مصادر تكوين ثقافة سعدي الشيرازي وأفكاره وقد أغنانا الكتاب بموضوع أسلوب الرسالة الخامسة (في نصيحة الملوك) وبعد تلك الرحلة تناول الكتاب موضوع (التناص بين صورة الحاكم في عهد الامام علي الى الاشتر والرسالة الخامسة لسعدي) وامتعنا الكتاب ايضا بالصورة التي ينبغي ان يكون عليها الحاكم في زمن الامام علي ومنها العمل الصالح وان يتعامل الحاكم مع الرعية وفق مقولة الناس صنفان اما أخ لك في الدين واما نظير لك في الخلق هنا يريد الامام علي من مالك الاشتر ان يحكم بالعدل وان لايكون حكمه منطلقا من هواه ومزاجه وان لايبتعد في حكمه عن الرحمة والمحبة والامر الثاني الذي اكد عليه الامام علي هو الابتعاد عن المحاباة في تعيين الولاة حفاظا على نزاهة من اختارهم لهذه المهام وبعث العيون لمراقبة اعمال هؤلاء الحكام القدوة في العمل السابق الصالح للحاكم او الملك نصيحة اخرى قدمها الامام علي والمراد منه الاعتماد على القدوة الحسنة ممن سبقوا الحاكم من الحكام والأمراء والعاملين على ادارة الولايات والأمصار حفاظا على عدالة الحكم ومراعاتها لحقوق الرعية