النشأة والتطور
طواف في كتاب
طالب كريم حسن
المقالة الأدبية في العراق
" النشأة والتطور "
تحتل المقالة الادبية مكانة مهمة في ميدان الكتابة ، و الممارسة اليومية ، لانها على تماس مباشر مع الصحافة ، و على صلة حيوية مع حياة و ثقافة المجتمع لأنها تكتب و تسمع معاً فهي تمارس في الصحيفة و المجلة و أحياناً في الأذاعة و تقرأ في التلفاز و تعد المقالة الأدبية فناً ادبياً ذا صلةً حميمةً بالصحافة والثقافة على حدِّ سواء ، وهي فن يستخدم لغة الخطاب الأدبي وسيلة للأتصال بالقارئ / المتلقي ، ولكنها تختلف في لغتها عن لغة الشعر ، لانها توظف لغتها صحفياً ، وتجعلها وسيلة لإبلاغ القارئ موقف الكاتب و أيصال قدراته و تصوراته ، وهذا ما جعلها تستخدم لغة لها مواصفاتها الخاصة بها من حيث التداول ، ولكن المقالة الأدبية تواجه مصاعب جمة من حيث قربها من المقالة السياسية ، ومن حيث صعوبة الإلمام بها وجمع نصوصها وهذا سبب إحجام الباحثين عن دراستها وتعد المقالة الأدبية في العراق فرعاً متميزاً من المقالة الأدبية العربية ، لهذا تركزت الكثير من الدراسات حول مانشر منها في كتب .
هذه شذرات من كتاب المقالة الأدبية في العراق (( النشأة و التطور )) للباحث والناقد د.قيس كاظم الجنابي و الصادر عن سلسلة (نقد) السلسة التي تعنى بالنشاط النقدي عبر ماتقدمه من علامات في النقدية العراقية على صعيدي المنتج النقدي او قدرة منتجه في هذا الحقل المعرفي الكبير و التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة / وزارة الثقافة .. يتكون الكتاب من اربع ابواب :
الباب الاول : بدايات المقالة العراقية
الباب الثاني : تطور المقالة العراقية
الباب الثالث : تحولات الصحافة و تحولات المقالة الادبية
الباب الرابع : تطبيقات نقدية في المقالة الأدبية
وجاء في الباب الاول من الكتاب الموسوم (( بدايات المقالة العراقية ))
يعد فن المقالة واحداً من فنون المعرفة ولوناً من الوان الثقافة الذي تطور عن أدب الرسائل بكل انواعه السياسية والأدبية والتأريخية و الاجتماعية ثم نما و تطور ليأخذ شيئاً من فن الحكاية أو من فن الخطابة ، لانه يعتمد على النثر ، أي نثر أدبي ، علمي ، تأريخي ، جغرافي ، (( مكاني )) ويعتمد على السرد المعرفي المحمل بأفكار أدبية بشكل خاص ، « والمقالة أرتبطت نشأتها بظهور صناعة الطباعة و بروز الصحافة ، ويسأل الكاتب « إذا كانت المقالة فناً أدبياً مرتبطاً بالصحافة وتطورها مع تطور فن وصناعة الطباعة فهل يمكن ان تستمر على هذا المنوال ، وهل يمكن أن تتأثر بالمستجدات الآخذه بالنهوض كـ الأنترنت وصحافة الصورة و وسائل الاتصال و عبر قنوات التلفزة ؟ »
جاء في الفصل الثاني تحت عنوان (( التجارب المبكرة في المقالة العراقية )) رحلة الصحافة العراقية واهم شخصيات المقالة الادبية في العراق منهم ابراهيم صالح شكر و يوسف رجيب ومحمود احمد السيد و عبدالوهاب الامين و مير بصري و رفائيل بطي و آخرين اما الفصل الثالث ، (( اصداء في نشأة المقالة العراقية ))
ركز على تأثر وتأثير المقالة العراقية بالحركة الثقافية في مصر ، حيث يقول « اقترنت هذه الحركة الأدبية بنمو و ظهور المقالة الادبية في مصر ثم في العراق و بالذات في المجلات النجفية التي تأثرت بالحركة الثقافية المصرية ، والتي قامت على أسس موضوعية مهمة, منها أنتشار الوعي الثقافي بتأثير مباشر من الغرب » ،وفي الباب الثاني من الكتاب و الموسوم (( تطور المقالة الأدبية في العراق )) .
الفصل الاول المقالة الأدبية و التوجهات النقدية المبكرة ، الفصل الثاني المقالة الأدبية في أدب حسين مردان ، الفصل الثالث علي جواد الطاهر .. كاتب مرحلة و ممثل جيل و الفصل الرابع المقالة الأدبية عند مهدي شاكر العبيدي
وتناول الفصل الخامس : يوسف نمر ذياب .. ووحي الغربال فيما قدم لنا الكاتب في الفصل السادس : المقالة الأدبية بين محي الدين اسماعيل و مدني صالح ومن سطور هذا الكتاب . مهمة الناقد « على الرغم من كون الكاتب يعد منتجاً للمقالة الادبية بالدرجة الاساس ، إلا انه يطرح نفسه بوصفه صاحب موقف أو صاحب مهمة ثقافية و يمنح نفسه صفة الناقد أو المرادف له بأي شكل يراه مناسباً »
وحين تتصل المقالة الأدبية بوصفها الفن السهل الممتنع . بالفكر تصبح نافذة على صراع الافكار السائدة على الساحة الفكرية عربياً و عالمياً ، والمقالة الفكرية لها صلة وثيقة بالمقالة التأملية التي تعرض مشكلات الحياة والكون ، والنفس الإنسانية و تحاول أن تدرسها درساً لا يتقيد بمنهج الفلسفة و نظامها المنطقي الخاص بل تكتفي بوجهة نظر الكاتب ،،
وفي الباب الثالث (( تحولات الصحافة وتحولات المقالة ))
١- لقاء الأجيال في المقالة الأدبية .
٢- المقالة الانطباعية و النقد .. عند عبدالجبار عباس .
٣- ترويض النقد .
٤- المقالة الأدبية و الشروع النهضوي . ماجد السامرائي مثالاً .
٥- ضفاف جديدة في كتابة المقالة الأدبية عند شكيب كاظم ومن توطئته « أسهمت الاجيال الادبية في العراق جميعاً في رفد فن المقالة الادبية بمستجدات مهمة ، وفقاً لقدرات كل جيل ولكن أبرز ما يميز كتاب هذا المحور هو حضور الستينات و بروز بعض تجارب جيل السبعينات الموازية لهم والتي تحاكيهم احياناً » ويطوف بنا الكاتب د. قيس كاظم الجنابي في الباب الرابع من كتابه الموسوم (( تطبيقات نقدية ))
في شعرية العنوان في المقالة الادبية ، و شعرية المقالة الأدبية و مهدي .القارئ ، وعرض الكتب بين الهواية والاحتراف و في خاتمة الكتاب كتب الباحث ، من خلال ماسبق ذكره « يمكن أن نلاحظ ان المقالة الأدبية في العراق ، تطورت تطوراً ملحوظاً منذ الخمسينات و حتى الألفية الثالثة بخطى وئيدة ، وانها أرتبطت بالصحافة أرتباطاً وثيقاً ، من خلال مانشر من مؤلفات و مانشر في الصحافة العراقية منذ نشأتها وحتى الآن» .
عدد صفحات الكتاب ٣٤٤ صفحة من القطع الكبير صمم الغلاف الفنان رائد مهدي .