في أبحاث الأدب النجفي
ياسمين خضر حمود
صدر مؤخراً عن دار الشؤون الثقافية العامة كتاب بعنوان "أبحاث في الادب النجفي" للدكتور حسن الخاقاني.
فللنقد حضوراً راسخاً في تشكيل المشهد الإبداعي مادام يؤدي وظيقة مزدوجة في تخصيب هذا المشهد تارة، وبالتفاعل مع المنجز الادبي والفني والأخرى بموازاة ذلك المنجز ابداعياً وجوهرياً.
لقد قدم البحث خطة تحيط بأبرز مظاهر هذا الغزل واتجاهاته فقسمه على أربعة أنماط استخلص منه عرض نتاج الشعر اولاً النمط البدوي الذي حافظ فيه الشعراء على نمط الحياة البدوية وتقاليدها في الشعر ، والنمط التلفيقي الذي جمع بين مظاهر البداوة وطعمها بألوان الحضارة والتجربة الصادقة ثم الغزل المذكر وفي كل نمط من هذه الانماط أستعين بالنماذج التي تبدو اكثر تمثيلاً له ثم استخلص من ذلك أبرز خصائص هذا الشعر فخرج الشعراء النجفيون بجدارة، ومن تلك الأنواع الشعر كالخمريات، المشوحات، التسميط، التشطير، التخميس، والمراسلات والخوانيات وغيرها. وسأتناول احدى المواضيع الكاتب في هذا الكتاب وهو (الغزل).
لقد كان للغزل تاريخاً طويلاً يمتد الى يومنا هذا فالعاطفة والحب والرغبة في التعبير عنها حاجة متجددة بتجدد الازمان والبشر ولقد اثر الزمن كثيراً على بعض الخصائص العامة للغزل.
لقد كان الشاعر النجفي شبيه أخيه الشاعر العربي تقليداً في شعره وحياته ولكنه لا يختلف عن مجمل البيئة العربية في القرون المتأخرة كان النجفيون ذوي همة واهتمام بتسجبل أدبهم فصنف الكثير من الموسوعات الكبيرة ونشروا دواوين شعرهم وحفظوا للناس تراثهم ومن هؤلاء الشعراء السيد إبراهيم الطباطيائي الذي ينحدر من اسرة ترجع الى قبيلة كانت تسكن نجد وظل على اتصال معها ولقد ضم ديوانه غزلاً كثيراً ورد منه في شعره عن (المرأة) حيث قال:
ترنو اليك العين اذ ما تنتشي |
||
فكأن عيني من جفونك تشربً |
||
وكان جعدك فوق خدك مرسلاً |
||
ليل أحم البردتين بكوكب |
||
اني ليطربني قوامك إن خطا |
||
يهتز كالخطي وهو مدرب |
||
ينساب فوق كثيب ردفك أرقم |
||
وتدب فوق شقيق خدك عقرب |
||
جاء الكتاب بـ 392 صفحة من القطع المتوسط.