امتلاك
عن دار الشؤون الثقافية العامة وضمن سلسلة (سرد) صدرت حديثاً مجموعة قصصية للكاتب (أحمد جبار عزب) احتوت على (أحدى عشرة قصة) تناولت إحداثا ومواقف بقيت عالقة في ذاكرة المؤلف لشخوص وأماكن ربما تكون حقيقية أو صنعها من وحي الخيال. عناوين القصص تثير فضول القارئ لمعرفة فحواها وما تضمنته من أفكار، فلغة القاص التي يوجهها إلى القارئ تدفعه للتواصل مع شخصياتها.
في قراءة لقصة (العيون السود... خذوني) تدخل عالماً ساحراً خيالياً تتشابك فيه النظرات لتصنع مزيجاً من الإحساس بالبهجة والفرح والخيال الجامح نحو أفق بعيد، بين شابين التقيا صدفةً وتحابا وتحاورا بلغة العيون فقط ما يحدث لهما أشبه بغزوات ومعارك غرامية متبادلة رمقتها تلك العيون في وقت لا يتجاوز الثلاثين ثانية حين غاص العاشق في بحر العيون السود... أنها أية من السحر والإشراق، وربما خيالات وهلوسة وهيام وسعادة آنية.
في قصة (امتلاك) تلك القصة التي أسرت قلب المؤلف ليتوجها ملكة على هذه المجموعة بعنوانها فالإحساس المرهف والعفوية الفائضة التي تمتع بها بطل القصة جعلها تطفو، فوق السطح وتكون هوية رسمية لمجموعته، فأجواء القرية المفعمة بالهدوء والسكينة نجعلك تنغمس في ثنايا الروح ليتسرب الشوق إلى الغناء والألحان الجميلة، فالفضاء الواسع الممتد والنهر الصديق الحميم الذي يمثل المتعة الأزلية لإقامة الطقوس الاحتفالية كل صباح حيث يتجدد اللقاء بينهم، حتى ترنيمة الوداع لها أثرها وعشقها الخاص فهي لحظات حلم أيقظه خرير المياه المتهاوي في أفق القرية.
لقد تميزت كل قصة من المجموعة بلغة سردية تتماها مع الحياة اليومية للشخوص الذين احتلوا مساحات تشعر القارئ بوجودها مع الكثير من متعة القراءة.