القصيدة الجاهلية
قراءة في البنية والدلالة
ضمن سلسلة اصدارات دار الشؤون الثقافية العامة سلسلة (نقد) العدد السادس والعشرون ،صدر كتاب (القصيدة الجاهلية) قراءة في البنية والدلالة للدكتور سعيد حسون العنبكي،لهذا السلسلة في النقد حضور راسخ في تشكيل المشهد الأبداعي، ما دام يؤدي وظيفة مزدوجة في تخصيب هذا المشهد تارة بالتفاعل مع المنجز الأدبي والفني،وأخرى بموازاة ذلك المنجز ابداعيا ، وثالثة بإجتماع دوري الإزدواج معا. حيث تصل الدار النشاط النقدي بنشاط استجابة عبر ما تقدمه من علامات في النقدية العراقية، على صعيد المنتج النقدي او قدرة منتجة في هذا الحقل المعرفي الكبير.من المعروف ان الشعر الجاهلي كان له الأثر الكبير في الحياة العربية بكل جوانبها ،لان الشعر يصور حياة المجتمع في كل مكان وزمان ويعبر عن افكار الناس وعواطفهم وأخيلتهم وان كثرة المقاربات النقدية التي تصدت لفهم الشعر وتفسيره وتنوعت اتجاهات المهتمين به،فقد تبين ان هذا الشعر الذي يعد مصدرا من مصادر الثقافة العربية الإسلامية.بقي مجالا مفتوحا لاجتهادات وقراءات متجددة.ليس لانه اتسم بالغرابة ، او لانه يمثل عصرا سحيقا، ولكن لانه ظل إنموذجا إبداعيا بواحا يخص الدارسين على معاودة الاستماع بمتونه وقراءته قراءة متأنية ودقيقة تعنى بما امتنع وشق على الاخرين اكتشافه. وحيث ان هذا الشعر قد اصغى الى ايقاع كثير من المقاربات النقدية فان هذه الدراسة (القصيدة الجاهلية)،قراءة في البنية والدلالة لم تقتصر على رصد تلك المحاولات فحسب انما كان همها الإصغاء الى ايقاع هذا الشعر وتجلياته في فراداتها وجماليتها منطلقة من كون هذا الخطاب هو اولا ظاهرة فنية ، ويشكل الجانب الشعري فيه الجانب الاهم، وان هم هذه الدراسة اخضاع الاليات والاتجاهات التي تناول هذا الشعر للبحث والتدقيق وصولا الى رؤية تتيح للدارس والمتتبع مسك منابع هذا الفن الشعري وجذوره قبل ان يتسنى له قطف ثماره الدانية، وليس في اطار مكاني او زماني ضيقين، ذلك لان الشاعر الجاهلي لم يكن متعلما في مدرسة الشعر وانما كان معلما كبيرا فيها. وقد قسم الكتاب الى ثلاثة فصول.الفصل الاول : تضمن رؤية نظرية لاصالة القصيدة العربية قبل الاسلاموحيازتها للشعرية التي هي سمة لاي خطاب شعري والفصل الثاني : يكون محوره منصبا في خاصية الترابط والوحدة وما يتصل منها بالتجربة الشعرية ان كان على جهة البناء او الدلالة او الرؤيا العامة التي تحكم نسيج النص ودلالته والفصل الثالث : محور التعبير بالشكل الشعري تجسيدا وتشخيصا وما يوازيه من ابدالات تستجيب وتتنوع مع تنوع تجارب الشعراء وتصوراتهم.