شرق بعيد
شرق بعيد
في يوم ما بدى بلا نهاية تصاعد غبار اصفر وغطى الافق الضيق الذي يتيحه النافذة الصغيرة امامها كانت تقف قبالتها في محاولة الامتصاص ما يتيحه الزجاج المغبر من الضوء ضوء يشبه القدر ابتسمت للفكرة ورددتها مرات بايقاعات متنوعة قدر يشبه الضوء وضوء يشبه القدر قدر وضوء يتشابهان مسحت عن وجهها ظلال داكنة وتنهدت قبل ان تغلق النافذة كانت الصالة الكبيرة المكتظة بالاثاث القديم تطبق على صدرها اريكة وسريران كبيران يشغلان زوايا الصالة السرير الاول مركون بعناية في زواية حادة كان يعود الى امها التي ماتت في لحظة صماء انفجرت بهوساً لم يعرف حدوده الا الله وقررت بأصرار مع ذاتها ومع كل من قال غير ما ارادت انها ستبقي السرير في مكانه مهما كانت الظروف اما الثاني فكان سريرها الذي باتت لا تفارقه الا قليلاً احست بما لا يقبل الشك انها تثير الكثير من كوابيس الموت ومشاعر غريبة تؤكد بلا لبس فيه شعوراً بمثل هذه اللغة والاسلوب يشتغل القاص محمد علوان جبر في مجموعة القصصية الجديدة التي جاءت تحت عنوان (شرق بعيد) المجموعة ضمت سبعة عشر قصةً من عناوينها (شرق بعيد ورعب الحاضر) (نجمة) (نزهة) (مدينة الماء الازرق) (المحطة) (شرق بعيد) (انكسارات هشه) (يوم خاص) (لغة) (وقائع موت معلن) (مقامة العاشق ابراهيم) (غابة الاسمنت) (بورتريه) (احتراق الكتب) (الموت الجميل) .
صدرت المجموعة عن دار الشؤون الثقافية بواقع 120 صفحة من القطع المتوسط ضمن سلسلة سرد التي تعنى بالفنون السردية (رواية قصة) تهدف الى تقديم صورة واضحة للسرد العراقي ضمن سياق نثري واحد يتيح للباحثين والنقاد فرصة دراسته ومتابعته بيسر وتأشير اتجاهاته الفنية وتطوراته وصولاً الى تحديد هوية عراقية لجنس ابداعي طالما عده النقاد من الفنون الاديبة الوافدة على الثقافة العربية.