مقالات

الطب  في بلاد الرافدين

الطب في بلاد الرافدين

ترجمة: د. حسيب الياس حديد

أن سمعة طب بلاد وادي الرافدين قد أخذت من هيرودوتس وكتابته في القرن الخامس قبل الميلاد حيث أنهم كانوا (يجلبون المرضى إلى الشوارع ولا يوجد هنالك أطباء منتظمين). ويأتي الناس ليقدّموا للرجل المريض نصيحة أما من خلال تجربتهم الشخصية التي عانوها من أجل معالجة مثل هذا المرض أو من خلال ما عرفوه من شخصٍ آخر تمت معالجته سابقًا. ولا يسمح لأيّ شخص بأن يمر من دون أن يوجّه سؤالاً إلى الشخصٍ المريض وما كان يعاني منه.
وعلى العكس من ذلك فأن المتمرّسين في مجال الطب كانوا معروفين في الألفية الثالثة قبل الميلاد. وكان البابليون الذين لديهم مرضى يستعملون نوعين من المتمرّسين الطبيين إما (اسيبو) "الذي يمكن أن نطلق عليه المعزّم" الذين تكون علاجاتهم سحرية بحتة والفصيلة الثانية وهي (الآسو) "الذي يعني الطبيب". والذي كان يقوم بمعالجة المرضى بأساليب تقوم على أسسٍ طبية. وهنالك أحد الأمثال البابلية يقترح لنا توفر هؤلاء الأطباء وهذا المثل يقول بأن (الالتهاب من دون طبيب مثل الجوع من دون طعام) فأن الخط الموجود بين هذين الصنفين من المتمرسين ليس صعباً وليس سريعاً. وهكذا فأن الآسيبو أو المعزّم يستعمل في بعض الأحيان الأدوية وكذلك الآسو الذي هو الطبيب يستعمل أيضاً بعض القراءات أو التعزيمة أو العزامة وكذلك بعض الممارسات السحرية. وفي الحقيقة، فأن كل منهما أي كل من هذين الصنفين قد عملوا سويةً في حالةٍ واحدة كما ورد ذلك في رسالةٍ آشورية إذ تنص الرسالة على ما يأتي: (دعه يعين معزّماً له وطبيبًا أيضاً ودعهم يقومون بمعالجتهما سويةً نيابةً عني).
تم تعيين الآسيبو ضمن إطار ملاك المعبد من أجل أن يقوموا بإنجاز وظائفهم مثل التعزيمة أو طرد الأرواح الشريرة من الملك. وقد خدم بعض هؤلاء المعزّمين أو الذين يقومون بالرقية الملك وأصبحوا جزءاً من الكادر الموجود في القصر. كما أن الأفراد الآخرين ضمن العائلة الملكية وبعض الموظفين الكبار في الدولة كان لهم أيضاً معزّمين يمثلون جزءًا من الملاك الدائمي في القصر. إلاّ أن معظم هؤلاء المعزمين كانوا يعملون خارج المعبد ويحصلون على مدخولاتهم من الأجور التي يتلقونها من الناس العاديين الذين كانوا يعانون من الأمراض أو يعانون من سوء الحظ. أن مهنة العزامة تنتقل من الأب إلى الابن وليس لدينا معلوماتٍ كثيرة عن الكيفية التي كان الأطباء يتلقون تدريباتهم ولكن نعرف أيضًا تدرّجهم وانحدارهم إذ أنهم يأتون عبر استعمال الألقاب مثل الطبيب ونائب الطبيب معاون الطبيب ورئيس الأطباء. ولا توجد لدينا إلاّ معلوماتٍ قليلة عن الأطباء الجراحين. أما بالنسبة للقابلات فكانوا من النساء عادةً وفي بداية الألفية الثانية هنالك لوح يذكر لنا وجود طبيبة واحدة. وهنالك أيضاً لوح آخر يعود إلى الألفية الثانية يشير إلى وجود طبيب للثيران وللحمير أي أن هنالك طبيب بيطري وهنالك لوح آخر يعود إلى الألفية الأولى يشير إلى وجود طبيب العيون.
يقوم الأطباء عادةً بفحصٍ سريري إذ كانوا يقيسون أيضًا درجات الحرارة للمريض كما أنهم كانوا يهتمون بتغير لون الجلد والالتهابات وحتى لون الإدرار. وهنالك ألواح تذكر لنا الأمراض المعدية كما ورد ذلك في رسالةٍ من ملك ماري وهو زيمري - ليم إلى زوجته شبتو: "نص الرسالة: سمعت بأن السيدة نانام قد أصابها مرض وكان لها اتصالات كثيرة مع الناس في القصر حيث أنها التقت مع العديد من السيدات في بيتها. والآن أعطي أوامر صارمة بأن لا يشرب أي أحد بالشرب من الكأس الذي تشرب منه ولا يجلس أي شخصٍ في المقعد الذي تجلس فيه ولا ينام أي شخص في السرير الذي تنام فيه ولا تستقبل أو تلتقي سيدات أخرى في بيتها لأن هذا المرض يعدّ مرضاً معدياً).
ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن قوانين حمورابي ذكرت بأن هنالك أجورًا كانت تدفع إلى الحالة الاجتماعية للمريض. ولم يتم ذكر الأطباء الخاصين إلاّ بصورةٍ نادرة في الألفية الثانية قبل الميلاد. ومعظم الأطباء كانوا يرتبطون بالقصر. وتذكر لنا رسائل من ماري وأمارنا وجود أطباء في القصر كان يتم إرسالهم من أجل معالجة حكام أجانب. وهنالك ضابط أيضاً يكتب من المعركة طلبًا لإرسال طبيب في حالة وجود أي شخص يصاب بضربةٍ بالمقلاع. وهنالك قصة هزلية تسمى (الرجل الفقير في نفّر) لاحظ طبيب كان له تسريحة شعرٍ خاصة وكان يحمل في يديه إناء ربما يضع فيه بعض الأعشاب وعثر على نصوص أخرى تصف لنا طبيباً يجلب معه صندوقاً خشبياً او حقيبة جلدية تتضمن الأعشاب.
كان الناس في بلاد الرافدين القديمة قادرين على تشخيص الأصل الطبيعي لبعض الأمراض التي تكون نتيجةً للتعرض الشديد للحرارة أو البرودة أو بسبب التخمة أو تناول أطعمة فاسدة أو تناول كميات كبيرة من الكحول. وفي المراحل الأولية من تطور الممارسات الطبية كان الآسيبو أي المعزّم يقرأ قائمةً من الذنوب للمريض التي ربما إنه اقترفها. ويعتقد سكان بلاد الرافدين القدماء بوقوع الذنب بسبب مرض المريض. ومتى ما يتم تشخيص هذا الذنب سوف يكون المعزّم قادراً على رقيته وتخليصه من الروح الشريرة التي تسبب له المرض. وبالنسبة لسكان بلاد الرافدين القدماء (يتضمن الذنب الجرائم والانتهاكات الأخلاقية والأخطاء والإداء السيء بالنسبة للطقوس وخرق وانتهاك كل ما هو متعارف عليه من أعراف في المجتمع). عندها تضرب الآلهة التي يساء إليها أو الأرواح الشريرة بصورةٍ مباشرة.
وهكذا نجد أن المرض يشير إلى نوعٍ من علامةٍ سوداء عند المريض. وتتم قراءة بعض التعويذات من أجل الرقية وطرد الأرواح الشريرة وقد تم استعمال مواد مختلفة من أجل تنقية الجسم وتصفيته وذلك بمساعدته على التقيؤ. وذكر أيضًا استعمال الاستنشاق والتبخير. وفي بعض الأحيان تم اللجوء إلى نوعٍ من أنواع السحر، ومن الممكن أن يتم استبدال مادة بمادةٍ أخرى وذلك من أجل عرض المرض في مكانٍ آخر أو أن تقدم هدايا رشوة للأرواح الشريرة. فلربما يكون ذلك مفيداً في السفر بالنسبة للمريض. وفي الوقت نفسه هنالك أعراض معينة تم تشخيصها. وهكذا يعتقد أن للمرض أسباب ربما الأرواح الشريرة سببًا فيها، تعرف من وجود بعض الأعراض. وتوجد بعض الأدوية والعلاجات التي يتم وصفها من أجل طرد تلك الأرواح الشريرة. وعلى سبيل المثال في حالة وجود الصرع فأن الطبيب يأمر المريض بأن يضع الأصبع الصغيرة لرجلٍ ميت ويضع عليها زيت متعفّن وقطعة من النحاس في جلد معزةٍ ويلف ذلك على وترٍ في العضلة ويضعها حول رقبته وسوف يتشافى.
وذكر عن وجود عدد من الأعراض والتكهنات بأمراضٍ تم تشخيصها وفي الوقت نفسه توجد سلسلة من البذور تم تطويرها. وفي هذا الوقت بدأ الطب باستعمال موادٍ علاجية مهمة وارتبط قسم من هذه العلاجات بلون المرض على سبيل المثال، فأن مرض أبو الصفار تتم معالجته بدواءٍ أصفر اللون وكان لهم في ذلك الوقت معرفة لا يستهان بها بالأعشاب ولم يكن من الممكن الاستعاضة عنها ما هو بالنسبة لعلماء الأعشاب في الوقت الحاضر.
وهنالك إله يسمى مينازو يعني (السيد الطبيب) الذي استعمل ابنه علامة يتم لفها مع أفاعي على شكل عصا إشارة للمهنة الطبية. ويذكر أنه جرى نقل طب بلاد الرافدين إلى الاغريق من خلال الطب المصري حيث وضع ذلك ارضية للاصلاحات اللهبوقراطية في القرن الخامس قبل الميلاد. وعلى كل حال ففي سنة 2000 أو السنوات التي تؤشر وجود طب بلاد الرافدين نجد أنه لم يحرز تقدماً كبيراً إذ أن الاطباء كانوا لا يزالون يلجؤون إلى السحر وإلى التوضيحات التي ربما تكون مبنية على خرافات. وعلى كل حال كانوا يستطيعون عرض توضيحات عقلية ومنطقية للعديد من الأعراض والامراض ولم يحاولوا على الإطلاق جمع بيانات ومن ثم تنظيمها.

مبحث الأعراض والتشخيص في النصوص الطبية
تم العثور على النصوص الطبية من الألفية الثالثة قبل الميلاد فصاعداً إلا أن معظمها وصل إلينا من مكتبة آشور بانيبال في نينوى وجاءت نصوص من سومر وبابل وآشور وحتى من المنطقة الحيثية. وتقسم النصوص الطبية بصورةٍ أساسية إلى نوعين الأول أوصاف عامة للأعراض والثاني قائمة من العلاجات.
ويعدّ العدد الأكبر من النصوص الطبية جزءاً من سلسلة من المواد التي تعالج وتتطرق إلى نشاطات الشخص الذي يقوم بالرقية وبدأ ذلك بكلمات كما يأتي "إذا كان المعزّم ذاهباً إلى بيت المرض)" ويتبعه بما يمكن أن يراه المعزّم في طريقه إلى بيت المريض أو إلى الباب فأن هذه السلسلة التقليدية تتضمن عرضاً معيناً من المقابلات وكما ياتي:
"إذا رأى المعزّم أمامه كلباً أسوداً أو خنزيراً أسوداً، فذلك إشارة إلى أن هذا الشخص المريض سوف يموت".
"وإذا رأى المعزّم خنزيراً أبيضاً ، فذلك إشارة إلى أن هذا الشخص المريض سوف يعيش"
"واذا رأى المعزّم خنازير تعمل على رفع أذنابها فأن القلق سوف لا يساور المريض ولا يقترب منه".
وهذا القسم متبوع بوصف للأمراض وخاصة التكهنات (سوف يتحسن) أو (سوف يموت) وتم ذكر المعالجة آنفاً. وفي أحد الاقسام تم تنظيم الأعراض طبقاً لأجزاء الجسم وذلك ابتداءً من الجمجمة وانتهاءً بأصابع القدم وكانت الكثير من الأمراض تعزى إلى الإله أو إلى الروح الشريرة الذي سبب هذا المرض على سبيل المثال.
إذا واصل المريض بكاؤه قائلاً "جمجمتي جمجمتي" فهذا يعني يد الإله تضغط عليها.
وإذا شعر بألمٍ شديد في أسنانه وكانت يديه وأقدامه ترتعش فأن ذلك يعني إله الذنب مما يعني أنه سوف يموت.
وفي أحد الأقسام هنالك أيضاً تكهنات تم تركيبها طبقاً للبرنامج اليومي والتكهنات بالأمراض. وكل قسم يشخص لنا المرض مثلاً "أبو صفار".
وإذا كان جسم الإنسان أصفر ووجهه أصفر وعيونه صفراء وكذلك بشرته فأن هذا يعد مرضاً أصفر.
أما الجزء الأخير من سلسلة البذور تم تحديدها للمشكلات الطبية المتعلقة بالنساء والأطفال بما في ذلك الحمل والولادة وسوء التغذية. وحاولت بعض النذور أن تتنبأ بجنس الجنين من خلال بشرة المرأة وشكل جسمها وهكذا. ويتضمن هذا القسم أياماً طيبة وغير طيبة بالنسبة للمرأة الحامل.
أما بالنسبة للنصوص الطبية المتعلقة بالطبيب فقد تم تنظيمها بطريقةٍ مماثلة لنصوص البذور وعلى كل حال هنالك أعراض خاصة تم وضعها على شكل قوائم وتوجيهات وتركيب الدواء. وتكشف لنا النصوص قائمة طويلة من العلاجات الخاصة من الاعشاب والتي لها قيمة طبية عالية كما أن هنالك نصوص تصف لنا تشخيص أنواع عديدة من الأمراض ومعالجتها. ومن بينها الاضطرابات المعوية والصداع والتهاب اللوزتين ومرض السل والتيفوئيد والطاعون والجدري والروماتيزم والتهابات الأنف والأذن والإسهال والقولون والأمراض الجنسية مثل السيلان. ومن جهتهم سجل البابليون ولاداٍت مشوهة غير طبيعية في أدبياتهم الخاصة بالنذور كما أنهم سجلوا حالاتٍ من الهلوسة بالنسبة للمريض.
فإذا كان في حالة معاناة من مرضٍ طويل ورأى كلباً فإن مرضه سوف يعود إليه ويموت وإذا رأى غزالاً فأن المريض سوف يشفى وإذا رأى خنزيراً برياً عندما تتم قراءة الرقية له فأنه سوف يشفى.
أما بالنسبة للأمراض العقلية فكانت بالتأكيد معروفة لديهم بصورةٍ خاصة من خلال ما تم وصفه في النصوص عندما ذكر أحدها بأن شخص ما تغير عقله. ومن جهةٍ أخرى تم التأكيد على العنّة الجنسية حيث تم الاعتراف بها وخاصة التي تقوم على أساسٍ نفسي. وبشكلٍ خاص هنالك أدبيات تتعلق بالنذور تصف لنا الأحلام خاصة بالنسبة للشخص الذي يرى نفسه بأنه طائر أو يسقط أو يمشي في مكانٍ ما فأن ذلك له دلالات فإذا كان الإنسان يطير بصورةٍ متكررة فهو سوف يفقد. وإذا ما رأى الانسان بأنه يمشي حول إنسانٍ عارٍ فأنه سوف يصاب بالكثير من الاضطرابات.

الوصفات الطبية
أن أقدم نصٍ طبي معروف لدينا يمثل قائمة من الوصفات الطبية تمت كتابها في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد. ومن بينها نترات البوتاسيوم وأملاح الصوديوم بوصفها المعادن التي ورد ذكرها كثيراً. وعلى كل حال كان الحديد يشغل مكانةً مهمة في الوصفات الطبية بما في ذلك جلد الأفعى وصدفيات السلحفاة والزعتر والتين والتمور. أما بالنسبة للنماذج التي تم خزنها إما بوصفها صلبة أو على شكل مسحوق تستعمل لتحضير العلاجات منها المراهم والمرشحات التي غالباً ما يكون استعمالها خارجياً. وهنالك بعض المساحيق التي كان يتم إذابتها في البيرة وتؤخذ عن طريق الفم. ولسوء الحظ فأن هذه الوصفات السومرية اخفقت في إشارةٍ إلى الكميات التي كانت تستعمل وكذلك الكميات التي تدخل ضمن تركيب الدواء. وربما أن الشخص الذي يكتب هذا اللوح أراد أن يخفي أسرار المهنة إذ أنه لم يكن راغباً في كشفها أو ربما كان يعتقد بان هذه التفاصيل غير ذات أهمية.
وهنالك لوح كتب في الألفية الأولى قبل الميلاد ينقسم إلى ثلاثة أعمدة يتضمن أكثر من 150 مادة وقواعد هذا اللوح هي:
1- جزء من النبات المستعمل.
2- المرض الذي تعالجه.
3- كيفية تركيب هذا الدواء وخاصةً أن الأطباء كانوا يوصون بالصيام.
أما بالنسبة لطرق تحضير العقاقير فأنها كانت أيضاً تخضع إما للتقطير أو للتبخير أو التصفية أو عن طريق نفخ السوائل من خلال قصبة أو تنفخ عن طريق الفم.
وهنالك كتاب آشوري تم العثور عليه في مكتبات آشور ونينوى يتضمن قوائم فيها أكثر من 400 كلمة سومرية للنباتات والفواكه والمواد الأخرى حيث تتضمن 800 مرادف من المرادفات السامية أي لغة السامية. وبصورةٍ تقليدية فأن نصف هذه النباتات لها قيمة دوائية.

الجراحة في العراق القديم
ليس لدينا إلاّ معلوماتٍ قليلة حول الجراحة ولربما ان الخبرة الطبية كانت تكتسب عن طريق التدريب والملاحظة والتجربة علماً بأنه لم يتم وصف التجارب في كتبٍ معينة. وفي حدود سنة 5000 سنة قبل الميلاد وجدت بقايا هياكل عظمية تشير لنا على وجود ثقب في الجمجمة مما يشير إلى وجود عملية جراحية كانت تتم بغرض إزالة جزء من عظم الجمجمة. وربما حدثت هذه الثقوب عندما تعرضت الجمجمة للكسر أو أن هنالك أمراضاً مثل الصداع المزمن أو الصرع التي كانت معروفة بالنسبة لأطباء القصر. وهنالك ما يدل على وجود استخدام الختان حتى بالنسبة للنساء وعلى الرغم من أننا نفترض بأن هنالك ثقوب أجراءها الأطباء إلاّ أننا لا نعرف ذلك بالنسبة لما كان يجري من عمليات. وهنالك أيضاً أدوات معروفة مستعملة للجراحة مثل المقص وغيرها أو ما يعرف (بسكين الحلاق).
وبصورةٍ عامة فأن سكان بلاد الرافدين كانوا لا يعرفون إلاّ القليل عن مسألة التشريح كما أنهم كانوا محددين بالموانع الدينية خاصةً فيما يتعلق بتشريح الجثث. أما بالنسبة لتشريح الحيوانات فقد ساعد كثيراً لمعرفة المزيد عنها. وكان سكان بلاد الرافدين يختارون عادةً الكبد والرئتين خاصةً بالنسبة للحيوانات التي تتمتع بصحةٍ جيدة. ويعد الكبد هو موطن المشاعر وكذلك موطن الذكاء ويعترف سكان بلاد الرافدين القدماء بالتنوع الموجود. ومن جهتها أكدت قوانين حمورابي على أن الجراحة كانت مستعملة مع وجود عددٍ من الجراحين كانوا قادرين على معالجة العظام والكسور وتخبرنا قوانين حمورابي عن عقوباتٍ كانت تفرض على الأخطاء الجراحية خاصةً ما يتعلق بالقص او بالموت.

المصدر:

Karen Rhea Nemet-Nejat: Daily Life in Ancient Mesopotamia,Hendrickson Publishers,Chicago,2002.

حسيب الياس حديد

  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار

 

social media 1    social media    youtube    pngtree white linkedin icon png png image 3562068

logo white