البحث في الموقع

مكتبة الفيديو

 aa copy

معارض الدار الدائمة

  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار
 

chart1

15

تقتضي الحرفة في مضمار الصنعة جهداً معرفياً وترحالاً لا يعرف الكلل في دروبِ المعرفةِ وفضاءاتها التي ترفض التحدد والتوقف عند نقطة أو منتهى. والكاتب كمنتج يسعى متنطقاً حثيث جهوده لكي يخط على قرطاس زمنه وجوداً خلقياً، في تماهٍ مع ماهية الأبداع، وانغماراً في هدير الرؤى المتراغية من دواخل صناع التاريخ. التاريخ يزرع أبواباً عدةً بواربها على المصاريع، ناداها هلمّي أيتها الحشود الملأى بورود الخلق الجميل، لوحة من مقدمةٍ لكتاب زيد الشهيد الموسوم (مملكة الابداع)( طواف في خمائل الادب) الصادر ضمن سلسلة (نقد) التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة. وفيها ايضاً الداخل الى عوالم هذه النصوص سيلتقي كثيراً بهويات إنسانية مختلفة، ويحاور توجهات متفاوته لكنه سيرسي سفينة اطلاعه على هوية واحدة لإنسانٍ واحد يحمل همّاً واحداً وإن بدا في تشَظٍ، تقرره المعاني. كما جاء فيها تهبنا التجاربُ قطوفَ الحِكم وتطلقُ لنا فراشات الهفهمة التي تدعونا الى عدم الوقوف في منتصف المسافة بين القلاع القديمة والأبراج الحديثة. انها تقول على مدى من مسامعنا: انهضوا وتقدموا/ وإن تعثرتم فانهضوا. "تُصاحبُ المتنبي في صراحتهِ، وترافقه في صولته تجارب عزمَة على المغامرة، وتداري قرارهُ على الولوغ في قلب العاصفة فثمة المجد ينظر، والخلود يؤمئ أن تعالوا ولكن! "ولا تحسبن المجدَ زقاً وقينةً فما المجدُ (لا السيفُ والفتكةُ البكرُ... إنها التجارب تحثنا على الإصرار خلقاً وابداعاً وتنامياً واحترقاً في درب المواصلة المتعثر، الطويل! وجاء في باب: الكتاب... عادات الكتابة وهاجسها. لا يمكن تجاوز هاجس الكتابة لدى الكاتب، وليس من الحق أن ننظر للكتابة على أنها فعلٌ آلي يستطيع ممارستها في أية لحظة وفي أدنى مكان. لا ينبغي النظر للاشتغال على أنه صنيع مخلوق عادي، اما موضوع زيد الشهيد (الكاتب والذاكرة) بقول تنطوي لحظة الكتابة على زمن تُستجد فيه الضرورة ويشكل لسان الحال. والنص الذي يخلق وجوده يمثل زمنه ويروح يشغل حيزاً من الحقبة التي تمثل وجهة نظر منتجة. أما المنتج وبعد ان يتحرر من ربقة هيمنة فكرة النص وفحواه ومتعلقاته يجد متهيئاً لخلق نص جديد. وفي دتدانيات إثبات الذات وتمردها) يقول الكاتب في الحرمة التدوينية لا يبغي الكاتب غير الكتابة المميزة؛ غير أن يصل قارات جديدة يحاول ان لا يسبقه إلى اكتشافها أحد واذا اعتاد في شتى مناحي حياته أن يكون طيعاً سمحاً، ناكراً للذات فإنه يرى أن هذه السلوكيات لا تنطبق على الكتابة. الكتابة تعلمه أن يكون أنوياً يرى في ذاته ذاتيات البشرية باحلامها وتأملاتها ونواياها؛ لكنه في نفس الوقت لا يريد ان يذوب في بوتقة هذه الذاتيات. وجاء تحت عنوان (هاجس الكتابة... المعادلة المتضادة / القراءة) لا يخاطب الكاتب هياكل من فراغ.. ولا يتعامل في طرحه لنتاجه مع أشياء جوامد. أنما هو إزاء عالم تتداخل فيه القراءات وتتصيرّ على أديمه رغبات الدخول الى خلقٍ، أوجده، فعرضه، فشاهدوه، فصمموا على تلقيه، وقراءاته، والدوافع، ثم الخروج بمعنى، باستناجات، بمدلولات تشكل رؤية تخصه مثلما تدفع إلى استثارة دواخل المتلقي واستنباط رؤاه، واستقراء خلاصات رغباته التي قد تتواقف مع الرؤى السائدة او تتقاطع بدرجات ونسبة تتسع أو تتلقص. اما في (منابت الذاكرة... الطفولة جدوى الخزين) في تداول الرحيل الإبداعي يتجه البوح إلى التصريح بحمى المنابع التي كانت يوماً ما جرياناً نهرياً يسري في ارض كلّ ما حولها جذل، وإن كان مشوباً بالفقر، هناءٌ وإن اغتسل بالحرمان، عبثاً وإن كان زمناً للطفولة يغدو البوح ناصيةً خلقية تتشكل جراء العودة تقهقراً الى مخازن البديع فتغترف الذائقة ما يستطاب بها كقواقف لما تريده - هذه الذائقة- ان تسكبه في بوتقة خلقٍ يتساوق واللذاذة الآتية الآنية الذاتية الحداثية، تلك التي تمثل اليومي التفصيلي المُعاش لا السارب الهارب من الايام وتحت عنوان (الفتوة... زمن الخزين / الرصيد الثرَّ) كتب، لسنوات الفتوَّة فعلها الحافر في الذاكرة حفر الجرح الدفين في جبهة الوجه حيث الأعوام تثبت عجزها في إخفائه وإزالة أثره من على البشرة، أو فقدان الصبي الصغير لأمٍّ رؤم كانت تغدق عليه حنانها الشلالي الدفيق وسلامها الهانئ البهيج. تتدفق مظاهر الطفولة كانثيال لا شعوري لحظة التوجه السردي للكاتب الذي دخل حومة التدوين متمسكاً بكل عدته الكتابية ومتعلقاتها مقرراً ان يخرج منتصراً اذ لا هزيمة مُعترفٍ بها لديه. وينقلنا الكاتب الى (قرين الحلم الطمولي... البيت). من مظاهرها الرسيخة في الذاكرة تغدو البيوت موئلَ سردٍ لا ينتهي لدى السارد وخزيناً لا يمكن تلافيه أو تركه يهوى في لجة العدم؛ والطفولة بلاديباجةالبيت هيولي يفتقد التشكل ؛ كذلك السارد بلا تجوال ذاكراتي داخل خارطة البيت كينونة ضائعة تأخذها خطى المتاهة نحو مطلقٍ يفتقد الحدود ؛والذاكرة تتوخى التقاط ابجدية البيت والفبائيتة فتشطرها الى أبجديات صورية لاتعرف ألأنتهاء .وفي قراءة المكان والتي جاءت تحت عنوان(الكاتب راصد المكان..عارض المقدرةالطفولية)أن قلب الكاتب موئلُ ذكرى ومنبت ذاكرة..إبداعه ثروة خلقية لها هالتها النورانية.اذ كان كل شىء سيبدد من المائل فانّ المخزون يبقى حيّا يتسلل الى الذاكرة لتملّل بكل عنفوانه وعلو هامته ،وتبقى المنازل فحوى قلوب مثلما هي تجسد كينونتها في حواضن القلوب لتبقى حييةً عامرة،وزاهرة ..يرددها المستذكر الواثق وهو يستحم بالحنين!"لكِ يامنازلَ في القلوبِ منازلُ//أقفرتِ أنت وهُنَّ منكِ أواهلُ. وفي(توليفة السرد في النص الشعري) مقاربة تجمع الشاعرين :الحُطيئة والسياب..يشيد النص السردي من آجرات لقص متدارّك يتخذ موضوعةً من حادثةٍ قُدمَّت جرّاءفعل تنبأ الناص بوقوعهِ،أي رسم له مبرّرات الحدوث ليتجاسد مادةً قرائية بثَّ فيها فنَّهُ ومقدرته،أو من موقف انبجس بغتةً فوجد الناص نفسه-كرؤيةحرفية-حيال أمر يستدعى التوقف إزاءه..يمارس فعل التقليب والمحاورة(التحليل)..الاستدراك والترجمة(الاستنساخ)،وصولاً لمخرجٍ يشكل انفراج الأزمة(الانتهاء من الواقعة)،واكتمال القص الذي سيغدو موضوعاً يتوخى احتواء مبرّرات الشد والإقناع .تناول الكاتب في هذا الفصل عدة نصوص للحُطيئة والسياب وقارب بينهما..وفي الفصل الخامس (جدلية الرواية ومسار الشعر)جاء في التساجل اليومي والحوار في حومة الثقافة يغدو الفرز بين الرواية كجدلية وبين الشعر كمسار من نافلة الإشكالية العسيرة،واختيار القول الامثل هو كمن يرمي نفسه في قلب غيمة محتدمة وأجد نفسي حين التوجّه للخوض في تداولية حِرفية تتطلب القول الجدّي الصرف،تنحيا عن المجاملة في القول أوالتزمت في الرأي.وماأريد قوله هوأن عالمَ الروايةِ بما جاء بمحولات جديدة فتحت على واقعنا الثقافي باباً للتعبير عن اليومي والتاريخي سوسيولوجيا وسايكلوجيا وقالت لنا اكتبو بانوراما حياتكم ولا تظلو ترددون مايأتي بتوارد الخواطر واللعب بالمفردات؛قولو الصورة وارسمو الحياة:في حين كان الشعر صوتنا التأريخي القديم الذي أوجدته ظروف التواجد الحياتي للإنسان على ارض كلها صحراء؛وإن شَذَّت في بعض المواقع فجبال صخرية جرداء لايؤمها غيثُ السماءإلالِماماً ،ولاتأتيها النسائم الرطيبة إلاشتاتاً !حتىان صلاة الاستسقاء كانت من عادات اهل الصحراء وليست غيرهم.(الرواية /الشعر..موازنة وتقييم)ولأن الرواية غدت من نسيج الأدب العربي ودخلت تاريخه  ولو من عهدٍ حديث فأن التقليل من وجودها وتأثيرها يعني القفز على الواقع الماثل  والحقيقة المنتصبة. ولأن الشعر وجودٌ متجذرٌ في التاريخ العربي ومؤرخ لايمكن إغفاله فإن تقديسه وتقديمه على الاجناس الأخرى يُعد تجنياً على الادب.فقد دخل هذا الشعر في تشابك مع الاجناس ولن يكون بالمقدور فرزه وإعلائه على بقية الاجناس الأدبية السائدة..وتحت عنوان(قراءة فحوى الشعر..)يقول الكاتب زيد الشهيد ،لانتجاوز إذا قلنا أن نقيضُ الشعرَ نقيضُ الافتراضات!سليلُ الافتراقات؛ابن الهتك الجموح لسلالة اليومي الطائع ،وفاتك رفل الواقع .لايقتفي خطو الرضا،يجامع فتاة المهود..في صميمه يستكينُ لهيب المنطق،وفي ثناياه تتناسل جذوةُ النُّطق ولن نتطرف لو أننا عرّفنا الشعر بأنه فن الادهاش وصورة اللاواقع..(التناغم في الرؤى والتفاوت في التطلعات)في هذا الباب يقول الكاتب.ان اشد الانبثاقات دينامية تحدث في الوجود المكبوت .. هكذا يقول غاستون باشلار في مسعى توجهي إلى إظهار التناقض الحاصل في النفس البشرية عبر المعادلة الفيزيائية التي تقر بان كثرة الطرق يفك اللحام،وان الضغط يولّد الانفجار ،وان الحركة المتفجرة تنتج عن ضغط متفاقم ..وجاءت في متن هذا الباب مفاربات لعدة نصوص..،وهناك عدةفصول في هذا الكتاب تناولت(التداخل الاجناسي..السرد في المكتوب الشعري)و(البحث عن الحداثات) (التجريب..حداثة اللحظة)و(الانشداد الى اللامرئي..الهروب الى الحلم)و(المأوى..فعل المكان الزمني)واخيراً ختم زيد الشهيد مملكته الابداعية ب(القصة وتأثير الكتاب)يقول القصة نبعُ التشفّي والتجرّد من الاسقام ..التناسل المعرفي المستديم  بيني وبينها شبق يلغي من معجمها مفردات  مثل:البرود/العّنة/الشيخوخة العد التنازلي/زوال المؤثر.على معبدها تناحر فرسان رغباتي الدمويون.ساح دمهم وتناثرت  أشلاؤهم .لكنَّ عيونهم مابرحت ترمق سيوفها اللاهثة.سلمني برومثيوس شعلته الابدية هامساً في أذني تحذير الحكماء المحبطين !إياك! إياك!شعلتك ذات حدَين.تنوَّر بها ولكن لاتسقِها حلاوةَ الاقتراب من الغابة القابعة بحدود دواليبك العارية .هكذا إذن ..يغدو أرث الكاتب وملكيته  مجتباة من إرث الكتاب وفحواه ،  وتأثيراته وافعاله.تغدو القصة حكاية سردية لأمة بشرية وجدت نفسها محكومة بالقدوم إلى الحياة ومبارحتها بعد زمن طال أم قصر سينتهي..سينتهي لامحال.