أنفتحت أبواب الكتابة وتلونت أتجاهاته بتعدد التيارات الفكرية والسياسية التي طرحتها ظروف الحياة الراهنة لتنتج كما"هائلا" من المطابع ودور النشر الأهاية التي بدأت تتنافس فيما بينها لتقدم كتبا" ومطبوعات على غرار ماهو موجود في سوق الكتب العربية ،
فدارت عجلة المطابع وأفرزت صحفا" ومجلات وكتب تباينة بمواضيعها وصناعتها الفنية وتضاربت الأراء حولها وأختلفت وجهات النظر بخصوص أنتاجها.
ترى هل أستجابت تلك الدور لرأي القارئ العراقي ؟
وهل أرتقت بالكاتب والكتاب العراقي ؟
وهل حققت متطلبات الواقع الثقافي العراقي ؟
وهل تطورت دور النشر بمستوى الصناعة الفكرية والفنية للكتاب ؟
أسئلة تبحث عن أجابة لها وبالتأكيد نجدها عند المثقف لاوالناشر العراقي معا" .
*الطبع والنشر يمتلك أثارا"سلبيا" وأيجابيا" في أن واحد .
كانت بداية المطاف عند القاص (عبد الكريم حسن) الذي أوضح رأيه بالموضوع في ضوء المقارنة بين دور الطبع المحلية والحكومية والأهلية ،
- س- كيف يتم تقييم عملية صناعة الكتاب في ضوء المتغيرات الجارية ؟
للثقافة العراقية فعل دائم لايتوقف عن الحركة وعلى مختلف الأصعدة فدور الطبع والنشر الأهلية تمتلك أثرا" سلبيا" وأيجابيا" في ذات الوقت يتمثل الأول بأصدار الغث والضعيف من المواد دون خضوعها للرقيب الأدبي كونها كتب لاتمتلك سمة الأبداع وهذا ماأثر على موقع الثقافة العراقية في المدخل العربي فالقارئ العربي يقرأ ماتنشر دور النشر الأهلية ليصاب بخيبة الأمل ناسيا" أن هتاك دور نشر حكومية بقيت ملتزمة بتقاليد العمل الأبداعي وأبراز الصورة الجيدة من المنتج المحلي ،
قد يكون هذا الكلام نوعا" من المقارنة لكني لا أصدر حكما" مطلقا" على دور النشر الأهلية فالحكم للقارئ المثقف هو وحده قادرا" على ان يفرز ويميز القيمة الفنية للكتاب المقروء .
*حركة التأليف والنشر تمثل العمود الفقري لبناء الثقافة وأتساعها .
- س – كيف ينظر الكاتب (كاظم الميزوري ) الى صناعة الكتاب وتسويقه في المرحلة الراهنة ؟
من منطلق الفهم لمجمل حركة الثقافة العراقية لابد أن نشير الى أن حركة التأليف والنشر تشكل العمود الفقري والأساس في نشر الثقافة وأتساعها وأيصالها للمتلقين ،
لذا بات من الضروري تعضيد ودعم هذا المجال في أنشاء دور النشر والطباعة وتشجيع الطاقات العاملة فيها كذالك المساهمة في أقامة دور نشر جديدة تأخذ على عاتقها نشر وتسويق الكتاب العراقي ،وأيصاله الى افاق واسعة فصناعة الكتاب ونتاجه تتطلب خبرة ودراية وذوي أختصاص علمي وفني في مجال أدارة الاعمال ،
أخذين بنظر الأعتبار التطور التكنلوجي والمعلوماتي في تصنيع الكتاب وأخراجه .
*الصناعة الأعلامية تمتاز بالأنتشار العددي وقلة النوعية الانتاجية .
الروائي (حميد الربيعي ) عرج على الموضوع من وجهة نظر مختلفة ربطت الوضع السياسي والامني بالثقافي قائلا" .
ينبغي التنويه الى مجموعة من المعطيات العامة على الساحة الثقافية العراقية بالأخص خلال هذه المرحلة متمثلة بالأنفتاح الاعلامي الذي بدأ يتسع بعد التغيير الذي حدث في 2003 ذلك أن الأنغلاق الذي كان يكتنف الوضع الثقافي ،
وايضا" السياسي في المرحلة السابقة جعل الاطلاع على تجارب العالم المختلفة تكاد تكون منعدمة ،
وقد حمل التغيير والانفتاح صفة التغبط وعدم التخصيص الواضح في مجالات المعرفة والتي نجدها شاخصة في القنوات الفضائية حيث نلمس أنتشارا" عددا" وقلة نوعية في الصناعة الأعلامية فهذا الأطار وجد صورة مشوهة للعمل الثقافي بمعنى أنه لم يسن وفق نظام يحدد اطر هذه الانطلاقة ومن هنا نجد الترابط مع حركة النشر التي أفرزت فوضى وركاكة في تناول الموضوعات أضافة الى غلاء المطبوعات مما جعل الكثير من الأدباء يلجاون الى الطباعة خارج الوطن هذا بالاضافة الى طريقة التوزيع فهي معضلة الكتاب العراقي من البداية وحتى الان ،
ونادرا" مانجد التسويق الصحيح تجاريا"،
مما يحصر الكتاب بأطره المحلية رغم كل هذه المعطيات قد تكون التجارب مثمرة في المستقبل ويكون المجال أوسع لصناعة قيمة للمطبوع العراقي بشكل عام .
*المؤسسات الحكومية هي الرافد الوحيد للمطبوع الجيد والمتعة للقارئ .
فما رأي الناقد والاكاديمي (موسى حسين القريشي ) بصناعة الكتاب وهل تطور مستواها الفني عما كانت عليه في السابق .
لقد أتسعت دور الطبع والنشر في الوقت الحاضر بأتساع المساحة الأدبية والثقافية والتي أزدحمت بالكثير من المثقفين والأدباء وعكست ذلكعلى الحراك الثقافي الذي أزدهر بفعل عوامل متعددة منها المؤسسات الثقافية التي أخذت تدعم أبداع هؤلاء المثقفين بالوانهم المختلفة ،
وتشجع على نشره الامر الذي جعل هذه المؤسسات تحظى بالأهتمام المستمر من قبل المبدعين الذين أستقطبتهم والتي والتي ترجمت مؤلفات عكست الواقع الراهن ،
فالمؤسسات الحكومية المتخصصة برغم الروتين والأجراءات لكنها تبقى العصب الرئيسي لصناعة الكتاب الذي يتمتع بالرصانة والجودة ،
وتقديم نتاج ثقافي متنوع وجديد يمنع القارئ متعة المتابعة والمواظبة على أنتاج مطبوعات ثقافية وكتب أدبية تحرص على رفد الحركة الثقافية بشتى صنوف المعرفة .
* المطالبة بتفعيل دور النشر الاهلية ودعمها من المؤسسات الدولة.
أما الكاتب ( الرزاق ابراهيم حسن ) فأكد على دور الكتاب والجهات المعنية بصناعته لما له من أثر فاعل في بناء الثقافة العراقية التي تعد من أكثر الثقافات تعطشا" ،
فخلال فترة الحصار والحروب الماضية قدمنا مطبوعات مرتبكة تفتقد لأدنى شروط النشر المتزن اذا ماقورنت بالدول الاخرى فالبناء الثقافي فقد توازنه ولم يواكب ركب الحضارة بكل مستوياته ،
فالمطلوب من المثقفين والكتاب عامتا" العمل على تفعيل دور النشر الأهلية وتقديم المساعدة والدعم لها من مؤسسات الدولة ،
وتحمل الدولة نسبة من نفقات النشر في دور النشر العربية ودعم منظمات المجتمع المدني فيما يتعلق بالأمكانات الطباعية لكي تتولى طبع ونشر نتاج أعضائها وتحفيز الصحف والمجلات على أصدار كتب معينة تتلائم مع أهتمامات المثقفين ،
وأذ نضع هذه الأقتراحات فأننا ننطلق من أهمية ( المطبوع ) وصناعته وأثرها في الصحافة العراقية وضرورة أبراز دوره عبر قنوات النشر المختلفة لتتمكن من أستيعاب العطاء الثر لهذه الثقافة الواسعة والمتشعبة والتي تتسم بالتنوع والغزارة .
* أكتفينا بهذا القدر من الأراء التي قدمها كتاب ومثقفين رفدوا الساحة الثقافية بنتاجاتهم وكتاباتهم ،
لننتقل بسفينة أبحارنا في عالم المطبوعات والكتب ولنرسي بها عند أصحاب دور النشر لنتوقف عند أبوابهم ولنعرف رأيهم بالموضوع .
* ضعف التسويق والتشريعات القانونية هي المعوق الرئيسي لنهوض النشر والتوزيع في العراق .
- س – كيف ينظر أصحاب دور النشر الى عملية صناعة الكتاب العراقي ؟
أن صناعة الكتاب أو بالأحرى عمل دور النشر في العراق محدود خاصة في الجانب التسويقي فلا يوجد تسويق منظم وواسع في البلد وخارجه كما ان التشريعات السابقة لا تساعد على نهوض أعمال النشر والتوزيع لذلك بات دور الجانب الثقافي ضعيفا" ومنحصرا"خاصة ان بعض أصحاب دور النشر والطباعة لايمتلكون ثقافة كافية تؤهلهم لهذا العمل ويفكرون فقط بالجانب المادي والربح السريع ،
أما الجانب الفني لأخراج الكتاب فضعيف ولا يرتقي بالمستوى المطلوب لهذه الصناعة المهمة،
فالمواضيع والبحوث الموجودة الان هي أوسع أفقا" من السابق وهذايتطلب من كافة دور الطباعة (الحكومية والأهلية ) الأخذ بهذا الجانب ليكون الحوار الثقافي الراهن ذا فاعلية في تناول القضايا العامة والثقافية على وجه الخصوص .
*الطرح القفافي يتجه نحو التجديد المنهجي في التفكير وأقصاء الهوية الوطنية.
السيد (نوري عبد الرزاق ) من دار نشر الضياء يقول في هذا الصدد .
من خلال رؤيتي وقرائتي لواقع الطباعة والنشر في العراق أجد أن الطرح الثقافي يتجه نحو التجديد المنهجي في التفكير والتغيير وأقصاء الهوية الوطنية بمعانيها ودلالاتها المعرفية فالأفق الثقافي السليم يتجه لخدمة المتلقي والمثقف عموما" ويقدم الخطاب المتزن والملتزم من حيث المقومات والغايات لكن تبقى صناعة الكتاب وأخراجه بحاجة لمزيد من الدعم والخبرة لدى القائمين بهذا العمل سواء في دور النشر الأهلية والحكومية معا" .
*صناعة الكتاب تكاد تكون معطلة وميتة ؟
توقفنا عند السيد ( هيثم جاسم الشمري ) من عالم المعرفة للطباعة والنشر ليبدي رأيه بهذا الموضوع حيث يعتقد أن صناعة الكتاب تكاد تكون معطلة بسبب الظروف الراهنة فغلاء المواد الطباعية يعيق عمل الجميع بصورة متواصلة ( الناشر ، المؤلف ، القارئ) فالطباعة مهمة صعبة وترتبط بعوامل عديدة في مقدمتها توافر المواد بأسعار منايبة وهذا يحتاج للدعم فنحن أشخاص ولسنا مؤسسات تعتمد على ذواتنا ، أقترح أن يكون هناك جهات ساندة لعمل دور النشر الأهلية كما أن توافر القارئ الجيد يتطلب أنتقاء مانقوم بنشره فلا يكون النشر عشوائيا" أو ساذجاودون جدوى .
رغم تعدد وتنوع الاراء يبقى السؤال مطروحا" أمام الجميع هل كانت هذه الأجوبة بل ووجهات النظر بمستوى الطموح ،
لكنها ركزت على نقطة مهمة وهي أدامة الصلة بين المؤسسات الحكومية والأهلية وأيجاد منافذ مشتركة لتسويق المنتج الثقافي العراقي عبر خلق محطات توزيع متنوعة وأيجاد نوع من التنافس بين دور النشر وتشجيع صناعة الكتاب بأسلوب فني حديث بتوفر كادر متخصص وأقامة الدورات المتطورة ودراسة سيكولوجية القارئ العراقي لمعرفة أساليب جذبه وأهتمامه بالقرائه ومايطمح اليه فضلا" عن توفر وسائل طباعية حديثة ترقى بمستوى الناتج الثقافي العراقي والمشاركة في المحافل العربية والدولية للتعرف على أحدث طرق الطباعة .
كل هذا يضع الكاتب والناشر أمام مواجهة حقيقية لأنتاج مطبوع ثقافي يتناسب وذوق القارئ وتوجهاته المتنوعة والمتجددة دائما.