البحث في الموقع

مكتبة الفيديو

 aa copy

معارض الدار الدائمة

  • المعرض الدائم في بابل / كلية الفنون الجميلة في بابل
  • المعرض الدائم في واسط / جامعة واسط
  • المعرض الدائم في كربلاء / البيت الثقافي في كربلاء
  • المعرض الدائم في البصرة / البيت الثقافي في البصرة
  • المعرض الدائم في تكريت / جامعة تكريت
  • المعرض الدائم في الفلوجة / البيت الثقافي في الفلوجة
  • المعرض الدار الدائم في الديوانية
  • المعرض الدار الدائم في ذي قار
 

chart1

مدن عراقية

كوتوبيا

 كثيرة هي المدن التي سكنت في قلوب الشعراء والكتاب في العالم، وفي العراق ثمة كتاب وشعراء تعلقوا بمدنهم التي ولدوا فيها حد الجنون اذ نرى صورة البصرة تتجلى في ذاكرة القاص العراقي محمد خضير في كتابه (بصرياثا) التي اخذت حجم الأسطورة الماثلة في جغرافية المكان، وليس ببعيد عندما تنهض اسطورة ثانية عبثت بذاكرة الشاعر العراقي حميد حسن جعفر هذا الابن البار الى مدينته (الكوت) الذي لم يغادرها طوال حياته فتحولت في دمه الى (كوتوبيا) وهي الأرض الواقعة في صميم ارض السواد، وفي مركز القلب منها، وفيها ملتقى انهارها ومنبع خيراتها وهي اكثر خصبا وألطف مناخا من المناطق الأخرى.
وكوتوبيا الذي نعرض له هو كتاب صادر عن دار الشؤون الثقافية العامة، للشاعر حميد حسن جعفر الذي يؤرخ فيه للإنسان الذي سكنها وللطبيعة التي تمكنت منها وأرخت لنفسها يقول المؤلف: (لان الانسان كان ضعيفا في مواجهتها خائفا من تحولاتها لم يستطع ان يترك من ورائه الا القليل من الرسوم او الحفريات التي استطاعت الكهوف ان تحتفظ بها).
وان تتحول هذه الطبيعة الى ذاكرة فطنة قادرة على الوقوف الى جانب الكائن الذي انتجته، فهناك العشرات من الأمكنة بحاجة لمن يدفع بها الى التنفس، لكي تتمكن من ان تقول الكثير مما في حواصلها، فهناك شوارع وأسواق، ومحلات تجارية وسكنية واحياء شعبية ومراقد وساحات وحدائق ومقاهٍ، وهناك مطاعم ودور سينما وأسواق صناعية وهناك مهن وعادات وتقاليد وسلوكيات بحاجة لمن يدس أصابعه في جمراتها ليشعر بقربها منه. ومن اجل الحفاظ على ماتبقى من هذا وذاك استطاعت هذه الالتفاتة ان تعاين ضمن حالة من الجمال والرضا، ومن اجل ان يتوقف الخراب من نشر مفاتنه على الماضي محاولا الإساءة له ولكائناته كانت هذه المتابعة لحياة الكائن المكاني.

Picture 021 1

صدر عن دار الشؤون الثقافية كتاب النسيج الحضري للنجف للكاتب الدكتور ماجد الخطيب ضمن سلسلة مدن عراقية التي تعنى اصداراتها بالتعريف بالمدينة العراقية وامتدادها الاجتماعي والحضري، ومن خلال وضع الخطط والخرائط التي ترسم ملامح المدينة وتكشف هويتها السياسية والاقتصادية والمرور على ثقافتها العامة رغبة من المؤلف لأزالة الكثير من طبقات الغموض الذي تراكم على ملامحها سنين طوالا لتقدم نوعا اخر من انواع الاحتفاء بتراثنا الزاخر وتاريخنا الوطني والاعتراف باصالة الهوية العراقية لهذه المدائن.

اختار المؤلف مدينة النجف القديمة للدراسة التطبيقية لهذا البحث واهميتها الدينية والتاريخية لكونها من بين اهم المراكز التاريخية التي تواجه العديد من الضغوط والمشكلات التي تعرض نسيجها العمراني للتدهور والانحسار. اضافة الى امتلاكها موقعا دينيا وثقافيا وعلميا مهماً فهي تحتضن ضريح الامام علي (علية السلام) والمقبرة العامة الكبيرة التي تعد من اكبر واوسع المقابر في العالم والعديد من المنشآت الدينية والعلمية والتاريخية وتقدم خدماتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للزوار والمواكب الجنائزية.

تشتمل الدراسة التي يضمها هذا الكتاب على ثلاثة فصول الفصل الاول يتناول الاطار النظري للنسيج الحضري من حيث مفهومه، وعناصره، ومكوناته، وخصائصه، اما الفصل الثاني فقد ركز على دراسة وتحديد اهم العوامل التي ادت الى نشأة مدينة النجف الاشرف وتطورها عبر الزمن في موضوع صحراوي، بينما تناول الفصل الثالث عن استعمالات الارض الحضرية في مدينة النجف كفعاليات وانشطة بشرية، وعد من المؤثرات التخطيطية المتعلقة بديموغرافية السكان وتطور نمط السكن خلال مراحل نشأة المدينة.