محمد علي الخفاجي، الذي تحامل على مرضه وعانى من خطواته المثقلات، فكان صوته معبرا عن ما تختلج في نفسه من اوجاع، وقد قال على المنصة في مهرجان الجواهري التاسع كلمات ( لم اكن اريد، في ما سأقرأ، ان اعمم كآبتي عليكم، ولكنها تداعيات المرض هي التي افرزت ما سألقيه ) :
إلى الصديقين علي الفواز وإبراهيم الخياط
أوقفني في اليم .. وقال
يا هذا .. اعلم
إن الوقت سفر
والعمر زجاج
والأجل حجر
.....
يوما ما
سأغادر هذا الشارع
أو أهجر هذا المقهى
يوماً ما
سيبارحني الصحب
ويختار لي الموت طريقاً آخر
مرضي الآن
يضع العمر على نهر يجري
ويكسر شمسي في المنعطفات
من يصلح شمسي بيد ماهرة
ويعيد لخطوي الوثبات
لم يبق لدي
سوى أحلام ناعسة
في نافذة مفتوحة
بقية أيام فيها نفخة ورد
لا أدري أين أخبئها
أو كيف أخلصها
كيف أخلص أزهاراً يانعة
من كومة عليق شائك يوماً ما
سيكون فراشي سهلاً مترباً
ولن اتشكل ثانية
قش الطرقات المهجورة
لن يرجع عشباً أخضر
ما يؤسفني
اني عشت على شجري
طيراً مرئياً فلماذا ظل الموت يدب ورائي
بخطى صياد يتربص حتى صرت أحاذر
بين العشبة والأفعى
من دس بقلبي عود اليأس
وأسلم شعري للشكوى
ومن قطر في كأسي أزهار الدفلى
يوما ما
سأغادر هذا الشارع
او اهجر هذا المقهى
ويظل الشعر ورائي
يقطر بالعطر
ويذكرني بنزيف أخضر
وليكُ ذاك
اذ لا عطرلمن لا يتقطر.